الوعظ والإرشاد بين الاعتدال والتشدد

4 أغسطس 2025
الوعظ والإرشاد بين الاعتدال والتشدد

بقلم: الدكتورة هند جمال فالح الضمور رئيسة قسم الشؤون النسائية/الكرك

الوعظ والإرشاد الديني رسالة عظيمة، تقوم على تذكير الناس بالله وهدايتهم إلى طريق الحق. غير أنّ هذه الرسالة تفقد روحها حين تتحوّل إلى خطابٍ متشدد، يعتمد على الغلظة والقسوة بدلاً من الرحمة واللين.

من يظنّ أن الدعوة لا تنجح إلا بالتشدد، فهو واهم. فالإسلام دين رحمة، والدعوة إليه تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، كما قال الله تعالى: «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ».

إنّ القلوب لا تنفتح للحق بالقسوة، بل بالرحمة. ولقد قال الحق سبحانه مخاطبًا نبيّه ﷺ: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».

فاللين سبيل إلى كسب القلوب، والرحمة طريق إلى الهداية، والاعتدال هو سرّ بقاء الدعوة حيّة مؤثّرة. أما الغلظة والتشدد، فلا تزيد الناس إلا نفورًا وبعدًا
د.هند الضمور