وطنا اليوم:تتأهب وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة، لاستئناف ترحيل طالبي اللجوء، بعدما حَكَم قاضٍ في ولاية تكساس عيَّنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ضد أمر الرئيس الجديد جو بايدن بتعليق الترحيل لمدة 100 يوم.
ترحيل طالبي اللجوء
يمثل قرار القاضي أول محاولة في تحركات قضائية بائسة من الموالين لترامب بهدف إحباط أجندة إدارة بايدن، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 1 فبراير/شباط 2021.
نشطاء حقوقيون قالوا إنَّ استئناف الرحلات الجوية أثار أيضاً تساؤلاً حول ما إذا كان عملاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، المتهمون بارتكاب انتهاكات منهجية ضد المهاجرين والمحتجزين، قد يسعون إلى مقاومة جهود الإدارة الجديدة لإصلاح الوكالة.
وبالفعل غادرت طائرة تابعة لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك من مدينة سان أنطونيو الأمريكية متوجهة إلى بورت أو برانس، عاصمة هاييتي، صباح أمس الإثنين، وعلى متنها الهاييتيين المحتجزين على الحدود الأمريكية-المكسيكية، وطُرِدوا بموجب تفسير الوكالة المثير للجدل لقوانين الصحة العامة.
من جانبها، قالت غيرلين جوزيف، المؤسسة المشاركة لتحالف The Bridge الهاييتي: “طائرة الترحيل إلى هاييتي في اليوم الأول من شهر تاريخ السود. يا لها من صفعة على الوجه”.
كذلك ووفقاً لنشطاء حقوقيين، هناك أيضاً 23 إفريقياً يحتجزون حالياً في منشأة تابعة لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في لويزيانا معرضون للترحيل في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، 2 فبراير/شباط، من بينهم 11 أنغولياً و7 كاميرونيين وكونغوليان، و3 آخرون من جنسيات مجهولة.
على الرغم من أنَّ الرحلة إلى هاييتي كانت ستمضي في طريقها حتى في ظل قرار بايدن بوقف الترحيل، تجري الرحلة الإفريقية المتوقعة خلافاً لهذا الأمر وللإرشادات التي وضعها القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي ديفيد بيكوسكي، التي دخلت حيز التنفيذ يوم أمس الإثنين.
بيكوسكي دعا إلى قصر عمليات الترحيل على الإرهابيين المُشتَبَه بهم والمجرمين المدانين الذين يمثلون تهديداً للأمن العام، والأشخاص غير الحاملين لوثائق هوية، الذين أُلقي القبض عليهم على الحدود بعد 1 نوفمبر/تشرين الثاني.
بلدان خطيرة على المهاجرين
تشير الصحيفة البريطانية إلى أن بعض المرحلين المحتملين لديهم قضايا قانونية مُعلَّقة، ومنحت محكمة الاستئناف أحدهم إقامة طارئة مساء الأحد، 31 يناير/كانون الثاني 2021. ويتوقع الآخرون ترحيلهم يوم الثلاثاء أو الأربعاء.
يتوقع أيضاً أنَّ وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك ستمضي قدماً في رحلة الترحيل، رغم التقارير التي تفيد بأنَّ الكاميرونيين الذين رُحِّلوا إلى وطنهم، في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، في خضم نزاع أهلي دموي، تعرّضوا للسجن والضرب، واختبأوا، أو اختفوا ببساطة في بعض الحالات.
في هذا الصدد، قال مامبو تسي، ناشط في المجتمع الكاميروني في الولايات المتحدة: “حُبِس الكثير منهم في سجن عسكري، حيث اقتيدت مجموعة كاملة من الأشخاص الذين اعتقلهم الجيش. الوضع ليس آمناً هناك”.
وفور تولي بايدن الرئاسة، أمرت إدارته بتعليق رحلات الترحيل لمدة 100 يوم، مع بعض الاستثناءات المحدودة، حتى تخضع إجراءات وكالة إنفاذ قوانين الهجرة للمراجعة، من أجل “تمكين تركيز موارد الإدارة، حيث تشتد الحاجة إليها”، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
مع ذلك، أمر القاضي الفيدرالي في تكساس، درو تيبتون، الذي عيَّنه دونالد ترامب، في يونيو/حزيران الماضي، بوقف أمر التعليق، لكن ليس الإرشادات الجديدة للقائم بأعمال وزير الأمن الداخلي.
