“داعش” الإرهابي يعيد إنتاج نفسه في مسرح عمليات جديد بتكتيكات هجينة

24 يناير 2021
“داعش” الإرهابي يعيد إنتاج نفسه في مسرح عمليات جديد بتكتيكات هجينة

 

نضال ابوزيد

في ظل تزايد النشاط الإرهابي لتنظيم داعش مؤخرا، والذي يبدو أنه بدأ يتخذ من المثلث العراقي السوري الممتد بين دير الزور جنوبا باتجاه الصحراء السورية بالقرب من الحدود العراقية ومناطق صحراء غرب الانبار ملاذا امنا له، يبدو أن التنظيم الإرهابي إعادة تموضعه بشكل يمكنه من تنفيذ تكتيك الذئاب المفردة والذي يعني التخطيط المركزي والتنفيذ اللامركزية.

 

ثمة حالة تشير إلى أن التنظيم الإرهابي قد أعاد إنتاج نفس بقالب جديد وبايدولوجيا اكثر تشدداً، اعتمد فيها التنظيم مبدأ الصدمة والرعب، حيث العمليات التي نفذها التنظيم مؤخرا استهدفت مدنيين وطفال عزل والتي كان آخرها التفجير الانتحاري الذي نفذه التنظيم في بغداد والمواجهات التي وقعت في محافظة صلاح الدين العراقية إضافة إلى انتشار التنظيم في شرق سورية، ويبدو ايضاً أن النظريات التي اقرت بزوال تنظيم داعش قد فشلت في إنتاج صورة حقيقية لواقع التنظيم حيث نجح التنظيم الإرهابي على مايبدو في خلق استراتيجية جديدة تعتمد على الانتقام ونظرية التوحش في عمق مناطق نفوذه السابقة.

 

تشير العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش إلى أن الواقع الحالي للجماعات الإرهابية قد بدأ يتشكل حيث خرج من رحم الفكر التكفيري الإرهابي لجماعة داعش جماعات تحمل افكار هجينة اكثر تشددا قد يؤدي استمرار نموها وتطورها إلى إعادة التوتر الامني إلى المنطقة، رغم ان التنظيم الإرهابي قد فقد القدرة على التخطيط الاستراتيجي الا انه لم يفقد قدرته على التنفيذ التكتيكي، بمعنى ان التنظيم غم انه لايستطيع التحرك في مسرح عمليات واسع الا انه يستطيع التنفيذ في منطقة عمليات محدودة.

 

ورغم ضألة العمليات التي نفذها التنظيم الإرهابي وضعف تكتيكها، الا ان أبرز نتائجها هي أحدث اكبر قد ممكن من الخسائر البشرية، الأمر الذي يعني ان تنظيم داعش الإرهابي، فعلا قد بدأ يعتمد على الصدمة والرعب ويعيد تموضع نفس لخلق واقع امني جديد في البيئة الحاضنة له، ثمة وجود لمؤشر قوي يشير إلى أن حالة التقرب من الصحراء العراقية في الانبار والصحراء السورية في تدمر بالقرب من مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، على أن التنظيم الإرهابي يبتعد على الانظار الا انه يعمل ببطئ وينتقي أهدافه بعناية، وهناك مؤشر أعمق الى ان التنظيم يحاول التسلل إلى مناطق بعيدة عن منطقة عملياته داخل الدول المجاورة، الأمر الذي يعني أن التهديد الإرهابي على الحدود الأردنية، حتى وان انخفض الا انه لا يزال قائما.