أين حقوقهم..؟

3 يناير 2021
أين حقوقهم..؟

 

 

 

قال تعالى : {لْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِك هُمُ الصَّادِقُونَ}.(سورة الحشر)

 

 

 

 

 

بقلم بيسان الحرباوي

لاجئون أتوا من بلاد ليس فيه إلا الدمار ، أتوا إلينا مستنجدين راجين من الاحتواء ، نجوا من نار الحرب إلى شاطئ الحياة ، و هنا بدأ صراع الاضطهاد في الغربة .

 

في بلدٍ ليس بلدهم ، أناس لا يعرفونهم، فرض عليهم الكثير و لم يعطوهم سوى القليل ،القليل من الحياة ،القليل من الطعام ،القليل من كل شيء، إلا حقوقهم فقد غرقت بينما كانوا يبحثون عن الحياة . ألم تقولوا :

” بلاد العرب أوطاني “؟ فلم لا يحظون بالقبول كأي مواطن عادي ؟ ألم تقولوا: أننا امة واحدة؟ فلم تركتموهم يعانون ؟ألم تقولوا : فأني الوحدة الكبرى سأحميكم من النوب؟ فأين الوحدة لا أراها؟ لِمَ العنصرية و الانحياز ؟ لم أجرتها أقل ؟ لم لا يعيشون في بيوت؟ لم يتضرعون جوعًا و عطشًا ؟ ألف سؤال يطرح نفسه و الغريب أنه لا يوجد أجوبة .

 

لم يسع ْ أي لاجئ أن يقول سوى ما قاله غسان كنفاني في روايته (عائد الى حيفا): “أتعرفين ما هو الوطن يا صفية: الوطن هو ألا يحدث ذلك كله” نحن على أملٍ بامتلاك تلك التأشيرة التي ستقلنا إلى وطننا ونحن على أملٍ أننا سنعود.

لم أكن أدري ماذا حدث ، خرجَ الجميعُ فجأة دون سابقِ إنذار، أيقظتنا أمي مذعورةً و خرجنا مسرعين باحثينَ عن شيءٍ لا أعلمه ، كانت السماءُ مليئةً بالمفرقعات لكن لم تكن جميلة حينها ؛فقد سقطت إحداها على منزلنا فأحرقته ، ضبابٌ ذا رائحةٍ شبيهةٍ بالدخان ملئ المكان بالكاد كنا نرى الناس حولنا ،لكننا سمعنا نواحهم و بكائهم ، رأينا الأشجارَ خاليةَ الأوراقِ قالت أمي إنهُ قد حل الخريفُ مبكرًا لكن حينها كان الربيع – ربما قصدت خريف العمر- .

بدأت الشمس بالشروق هدأ الضجيج ، عادت السماء زرقاء لكن في مكان غريب بعيد عن بيتنا ربما غربًا او شرقًا لا أدري اي إتجاه سلكنا . شعرت برغبة عارمة بالبكاء لكني لم اذرف دمعةً واحدة حتى ، جلست اتأمل الجميع وهم يبكون . سرقني النوم فجأة و عندما استيقظت كنا في مركبة كبيرة مع الكثير من الناس ،قالت امي اننا سنذهب إلى بيت جديد ، أعجبني ذلك ،لطالما حلمت ببيت جديد وكبير ألعب به مع إخوتي و أنام في غرفتي الخاصة ذات اللون الزهري الجميل ،لكن صدمني الواقع ،لم يكن هناك بيتٌ حتى، كانت خيمةً صغيرةً في وسط الصحراء محاطةٍ بسياجٍ طويل يحرسه جنود مخيفين . قالت امي أن البيت بعيد و سنمكث هنا بعض الليالي. مرت الليالي و مرت السنوات و عرفت ان هذه الخيمة الصغيرة البالية هي بيتنا ، و أن كل ما رأيناه تلك الليلة و الذي لا زال يتكرر الى الان هو حرب استولى على وطني فأحرقه و شردنا .