الشناق يكتب لـ وطنا اليوم: لماذا فشلنا في الشوط الثاني من معركة التصدي ؟

29 نوفمبر 2020
الشناق يكتب لـ وطنا اليوم: لماذا فشلنا في الشوط الثاني من معركة التصدي ؟

بقلم الدكتور احمد الشناق

لماذا فشلنا في الشوط الثاني من معركة التصدي ؟
وما هذا التبرير اليومي للموت وضحايا الجائحة تجاوزت 2626 ؟
بمراجعة سريعة للتقيم ، متجاوزين بدء الجائحة والتصدي الفاعل والناجح للدولة الأردنية بإجراءتها التي اتخذت بمحاصرة دخول الوباء للبلاد ، منعاً لتفشيه المجتمعي من خلال منع تشكل بؤر وبائية في البلاد .
وبإستقصاء علمي لبداية الفشل بالتصدي وتراجع الإجراءات الحكومية ، وكأنها سهلت عملية التفشي المجتمعي الذي أدى إلى وجود البؤر في مناطق المملكة والتضحية بأرواح الأردنيين الذي وصل إلى 2626 وفاة عليهم رحمة الله .
التاريخ الفاصل في مرحلة الجائحة وفشل التصدي لها ، دون معرفة السبب الذي أدى لهذا التوجه منذ ٢٨-٩ في عهد الحكومة السابقة والمستمر حتى الآن !
لن نتوقف عند خطاب التبرير الذي يسود الآن من المسؤولين المعنيين وبكافة مستويات القرار ، بعد أن تحول الوضع الوبائي إلى نشرة احصائية دون مواجهة حقيقية توقف الموت اليومي من أبناء الوطن ، وتحول موضوع الجائحة الى مسألة رصد يومي ، كالراصد الجوي الذي نتابع تنبئاته الجوية على نشرة الاخبار اليومية .
معيار التقيم يوم ٢٨-٩
وفق مؤتمر صحفي لوزير الصحة السابق الدكتور سعد جابر والناطق الإعلامي للجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور نذير عبيدات في ذلك التاريخ .
حيث أعلن عن عدد الوفيات منذ بدء الجائحة حتى ذلك التاريخ ب 51 وعدد الحالات لذلك اليوم ب 734 ومحافظة اربد لم يسجل بها أية إصابة .
وأعلن الناطق الإعلامي الدكتور عبيدات عن خطة جديدة للتصدي تتلخص :
1- الوصول إلى الحالات المشتبه بها وتشخيصها بأسرع وقت .
2- الوصول إلى 80% على الأقل من المخالطين وبأقل من 24 ساعة
3- عزل الحالات المصابة وحجر المخالطين ومتابعتهم من خلال نظام خاص لهذه الغاية .
مما سبق يتضح أن الحكومة وأجهزة الدولة المعنية بمواجهة الجائحة ، لم تعمل على تطبيق الإجراءات التي من شأنها حماية المجتمع ، كالعزل للمصابين والحجر على المخالطين وعزل المناطق ، والحظر الممنهج الذي يوقف التفشي ، وعملية فتح الحدود مما أدى إلى تفشي مجتمعي ببؤر الوباء في كافة مناطق المملكة ، من خلال تسهيل حرية التنقل لفيروس ليسرح ويمرح في بيوت الأردنيين وحتى مشافي علاجهم .
وعلى ما تقدم ، كل ما تسوقه الحكومة الآن من مسؤولية المواطن وعدم التزامه ، إن هو إلا تبرير لفشل حكومي بالتصدي للجائحة ، وبمشهد حكومي قائم الآن ، أن تحولت إلى جهاز للرصد الوبائي مزوّد للشعب بعدد الوفيات والحالات وفحوص العينات ، رغم بعض الإجراءات البسيطة بتعزيز قدرات صحية ، كشفت عورتها جائحة .
نعم خسرت الدولة الأردنية الشوط الثاني من معركة التصدي للجائحة ، بخسارتنا أنفس عزيزة وبيوت عزاء عمّت الوطن ، أبكت وأحزنت الأردنيين .