تجربتي مع الانتخابات، تجربة ثرية مفعمة بالأمل

12 نوفمبر 2020
تجربتي مع الانتخابات، تجربة ثرية مفعمة بالأمل

ديمة الفاعوري

في البداية اتوجه بالدعاء بالتوفيق لكل الزملاء الذين حالفهم الحظ، ضد معركة الفساد والنهوض بالاقتصاد، وارجوا لهم التوفيق في ممارسة دورهم الرقابي والتشريعي على اكمل وجه، لعلهم يقدرون على تغيير الصورة النمطية التي تكونت لدى المواطن الاردني عن مجالس نوابه المتعاقبة.

لقد كان لي شرف المحاولة في خوض تجربة الترشح لانتخابات المجلس النيابي التاسع عشر، وانطلقت في هذه المحاولة من منطلق قناعتي انني استطيع ان اقدم لبلدي بعضاً مما لم يستطع غيري تقديمه، وكانت قناعاتي راسخة وذات مضمون متنوع ومن مختلف الابعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية رغم صغر سني ورغم انني كنت اعتمد على نفسي في ادارة حملتي الانتخابية.

حقيقة انا لم افشل، لم افشل لانني كنت مؤمنة بما انا مقدمة عليه، وكنت اضع بين عيني الخسارة قبل الربح، وكنت ملتزمة امام نفسي ان الفشل لا يوجد له مكان عندي حتى لو خسرت، ورغم انني خسرت الا انني لا زلت مقتنعة بان تجربتي قد نجحت، وانني على الاقل قد نجحت في نظر نفسي ونظر من دعمني وايدني وساندني، وهنا اجدها فرصة لاعبر لهؤلاء عن امتناني وعن قناعتي بهم وبتواجدهم في حياتي رغم قلتهم.

الامر الرائع في تجربتي هي انني استطعت ان احوز على ثقة الكثيرين من الاردنيين وعلى مستوى الاردن وليس على مستوى قاعدتي او دائرتي البلقاء، ذلك ان محبة هؤلاء تغنيني عن المنصب الذي كنت ولا زلت اراه تكليفاً لا تشريفاً، وارى انه رغم سنواته الاربع الا انه قد يزول ويبقى ما يقدم صاحبه لمن اولاه ثقته او اعطاه صوته.

التجربة كانت رائعة بكل المقاييس  وقدلاحظت فيها الاختلاف في وجهات النظر حول المعايير المرتبطة بمن يترشح للانتخابات النيابية القادمة، ولكني شخصياً ارى ان مصلحة الوطن هي الأولى بالاعتبار ، وان يتمتع هذا الشخص بالمواصفات والكفاءات على المستوى الشخصي والسياسي والاجتماعي التي تمكنه من تحقيق مصلحة الإفراد الذين يمثلهم وبما ينسجم مع المصلحة العليا للوطن.

ولعلها مناسبة ان اتوجه الى من هم الان تحت فضاء قبة المجلس الثامن عشر، وأرجو أن يكونوا على دراية كاملة ووعي كاف لما ينتظرهم بالسنوات القليلة المقبلة التي ستشهد منعطفات كبيره وتحولات هامة في تاريخ الدولة الأردنية، سنوات ستكون حبلى بالمفاجآت والمجلس القادم سوف يكون محورها الأساسي، وهو ليس كما سبقه من مجالس نيابية، مهمات جسام في الانتظار فإذا لم تكن تعتقد انك على قدر المسؤولية وانك لا تمتلك الوعي الكامل والرؤية المستقبلية الواضحة لما يدور في الساحة الأردنية والإقليمية والدولية ومستوى الضمير والحس الوطني لديك لم يختبر بعد ولم تجرب نفسك كيف تواجه الصعاب والتحديات، فلتتق الله في نفسك و وطنك و أمتك، ولا تتخذ قرار او توافق على قانون او تشرع ما يهدم مصلحة الوطن والمواطن، وابقى صامتاً مكتفيا بمنصبك ولقبك، وامتيازاتك.

هذه كانت محطات من تجربة وجدتها صافية نقيةن امنت بها وستبقى عالقة في ذاكرتي الى يوم يبعثون، ولعلي من هذا المنبر اوجه شكري لكل من ساندني ووقف معي، واقول لهم كفيتم ووفتم والله يعطيكم العافية.