بقلم الدكتور عطا ابو الحاج
اشتكى وبكى عديد الطلبة وأهاليهم يوم أمس من صعوبة امتحان مبحث الفيزياء المقرر على طلبة الثانوية العامة/ الفرع لدرجة ان البعض وصفه بانه امتحان تعجيزي وقاس تكون من 8 صفحات متضمنة 50 فقرة سؤال اختيار من متعدد و3 اسئلة من اسئلة المقال لا تستوعبهن مدة عقد الامتحان ساعتان ونصف.
وأن معظم هذه الأسئلة من مستوى متوسط فما فوق ولا تراعي الفروق الفردية وبعض فقرات الأسئلة من خارج الكتاب المخصص للمادة وهذا ما اكده معد المادة في لقاء تلفزيوني على قناة المملكة وكذا بعض خبراء التربية والمشرفين التربويين ومدرسين المادة على منصات التواصل الاجتماعي ولا يمكن ان يجمعوا على ضلالة.
ومن الناحية الفنية لم يتقيد واضع الأسئلة بجدول المواصفات القياسية او ربما خضع لميزاجية ولم ينطلق من اﻷهداف التربوية المتوخاة من عقد أي امتحان وأبجديات القياس والتقويم.
وهناك أسئلة من العيار الثقيل قد يعجز عن حلها أساتذة المقرر في الوقت الذي اعلنت فيه الوزارة على لسان وزيرها بان لجنة ستشكل من خبراء القياس والتقويم لهذا الغرض للتعرف على معامل صعوبة الامتحان وأن الوزارة جاهزة لأخذ ملاحظاتهم بعين الإعتبار .
وبحق وحقيق فأن هذا الامتحان فاقم من مآساة الطلبة بعدما تعرضوا إلى هذه الحالة بدرجة أقل في امتحان الكيمياء لدرجة اعتقد البعض من الطلبة والأهالي بأنها تمرير سياسات على حسابهم في القبول الموحد كمطية او توطئة لإلغاء امتحان الثانوية او قولبته بشكل آخر لغاية في نفس يعقوب رغم اثبت عديد الخبراء انه امتحان وطني لا يجوز العبث به وانه على جميع الوجوه اعدل من اي إجراء بديل ربما يفكر به علما بأن الامتحان سيؤثر على نفسيات الطلبة واهاليهم فيما تبقى من امتحانات وبدأ يتحسروا على جهود 12 عاما من الدراسة وخاصة انه بوابة المستقبل في مجتمع يبيع افراده اغلى ما يملكون من أجل تعليم ابنائهم وهو رأس مالهم الحقيقي بعيدا عن أية حسابات لا ذنب لهم فيها.
وزد على ذلك لم ينتظم هؤلاء الطلبة على مقاعد الدراسة بسبب جائحة كورونا والتي القت بظلال داكنة على تعليمهم وتعلمهم وتواطىء مع ذلك حزم النت الضعيفة وعدم توفر الأجهزة كما يجب في بعض المناطق وعدم فعالية منصة درسك كونها في طور التطوير والمراجعة المستمرة وأصبحوا تجارب اضف الى ان تلقي التعليم عبر هذه المنصة لا يوفر لديهم عنصر التفاعل والتشويق بحيث يصبح التعليم شائقا ولا يتوفر للأهالي الموارد المالية الكافية للدروس الخصوصية في المراكز من أجل تقوية أبنائهم وتمكينهم من المحتوى.
ومع هذا فبدلا من أن يكحل الامتحان عيون الطلبة واهاليهم جاء ليعورها على حد قولهم وهذا لا يجوز وأمر غير مقبول بكافة المعايير التربوية تماما وخاصة اننا في بلد العطف والتراحم والتسامح وقيادتنا الملهمة هي نبراس لذلك ورب عائلة واحدة يتعين الاقتداء به.
ولا يغرب عن بالنا ان اي امتحان له شروطه ومواصفاته عند إعداده حيث يتدرج بفقراته من السهل إلى المتوسط مع مراعاة اثقال العلامات وشاملا اغلب المحتوى والنقاط الحارة فيه حتى يلامس مهارات التفكير العليا بسبة معقولة وذلك في اي امتحان لغايات التمييز وتوزيع الطلبة على منحنى التوزيع الطبيعي وان لا تنزلق بأي شكل من اﻷشكال نحو التعسف او تنكص عن رسالة المحتوى وهنا أقصد أن يتصف بالامتحان العادي دون مبالغة.
واذا اعتقد سدنة الامتحان ان بنك الأسئلة استنفذ هالته وهببته لا غرو ما بين الفينة واﻷخرى من تطوير المنهاج او تغيره واﻷهم من كل هذا ان لا يكون الامتحان كهنوت بيد فلان او علان فليس من مصلحة النظام التربوي ان ينحرف المعلم والطالب عن المحتوى وتنظيم إحداثيات التعليم على الاسئلة فقط.
فها هو جاء سؤال يتعلق بالرسم لم ياخذه اغلبية المدرسين والطلبة بذي بال.
وبما ان التقويم هو العنصر الأخير في عناصر المنهاج وأداته الشائعة الامتحان كأداة قياس وتقويم في امتحان الثانوية العامة حتى في التعليم العام والعالي لا بد ان ينسجم مع بقية عناصر المنهاج وينبجس منها ويتكامل معها بنسق وتراتبية وعدم الخروج عن سياقه وكذا المألوف.
وان يراعي البنيتين النفسية والمنطقية ولا ينفلت من عقاله او ان يكون اداة مغايرة لتحقيق اﻷهداف التربوية والتعليمية وبخاصة ان الامتحان الجيد معروف بالصدق والثبات والمحكات ودعونا ننتظر امتحان الرياضيات لنحكم اكثر.