الكاتب/ جمال الدويري
لمْلِمْي شظايايَ وبعثريني شظايا
واجْمعيني الف مرّةٍ, فما زال في ضميري خبايا
نقّبي في صدريَ المتخمِ بالأسرارٍ,
عن نضارٍ ودحنونٍ راودته الصبايا
وفي اصغر كسرةٍ منّي تريني,
فأنا في المرايا, كما في هشيم المرايا
وأنا في خريفي مثل فجرٍ تبدّى
كابتسام ربيعٍ طلّ بين الثنايا
لا تقولي زالْ, بل قولي لهم ما زالْ,
لا تقولي ماتْ, أفلا ترينَ بي بعدُ نبضَ الحنايا
أما تحسّين بأنفاسيَ حرّى
وشهيقي مثل نارٍ, وأفكاري سرتْ للغدير شلايا
اقرأيني قلماً ما توجّس يوماً,
كَسَرَ الغمدَ…واقرأيني نوايا
فأنا لست فرداً ليفنى,
بل سرايا لا تهاب السرايا
وأنا الصَّبَا, نهاونديُّ الهوى, عجميٌّ تهادى,
رسْته يطرب الصخرَ لحناً, اذا ما أسرج نايَا
وأنا ان كبوتُ فإنّي جوادٌ,
لجْمه مستحيلٌ, وشهريارٌ لا يملّ الحكايا
وأنا وطنٌ محتشمٌ، وهُمْ،
بلا ورقة توتٍ، بالثياب عرايا
لملمي شظاياي وبعثريني شظايا
لأني تقيٌّ, وبي مثل غيري خطايا.