كورونا كاشف استراتيجيات المستقبل ، فما الاستراتيجيات التي يتوجب اتباعها لتفادي أزمات المستقبل ؟

2 نوفمبر 2020
كورونا كاشف استراتيجيات المستقبل ، فما الاستراتيجيات التي يتوجب اتباعها لتفادي أزمات المستقبل ؟

بقلم: لين عطيات

عن كثب في زوايا الحاضر أصبحت أوراق الغد مكشوفة تنتظر التدقيق والتمحيص والدراسة والتطبيق فيها ،فما أن جاءت كورونا حتى تطلب منا الواقع تغيراً جذرياً ،فالتطور والتغير أصبحا واجباً إلزامياً للبقاء  و مواكبة الحاضر والمستقبل ،ولو لا هذا الفيروس لما استيقظنا في مخدع حملات التغيير ،فهذه الأزمة صنعت شغباً داخلياً وخارجياً بين الفرد وذاته ،وبين الفرد ومجتمعه، فالتحدي الذي وقع حاضراً يمهد لقوة نكتسبها لأجل الغد ،فالأزمات تصنع القوة والمجد غالباً ،فمخزوننا الاحتياطي من القواعدوالأفكار والتجهيزات والتكتيكات لم يعد فعالا ،فما أن يمضي الزمن حتى تمضي معه أوراقه ،فالأوراق سجلات الأمس والإلكترونيات هي سجلات الحاضر التي جاءت كورونا وحرضت حاجتنا لتطوير هذه السجلات واستثمارها بالشكل الذي يليق بواقعنا وتوجهاتنا وآمالنا ، فأي طارئ في الغد عليه أن يجد مصيدته التي نسجتها قوة الأزمة التي نمر بها اليوم، والتي شكلت أقراصاً منبهة تستثيرنا للعمل لأجل الارتياح الذي نتمناه للغد وحتى إن واجهتنا صفعات الأزمات فمن زاد اليوم يتوجب على الأضرار أن  تكون شفافة ذو حمل خفيف على اقتصادنا وسياساتنا وأحوالنا النفسية والإجتماعية ،فتبعاً لما نواجهه اليوم لم تكن كورونا نقمة بل هي نعمة أوجدت لنا الدرب الأنسب لحفر النفق الأكثر أماناً لوصولنا الأكيد نحو وطن يتنعم باقتصاد رغيد وسياسات رفيعة نسبة شوائب خيباتها حين الأزمات تكاد لا تذكر وقوة عالية تصدر الأحكام الواجبة لا المقترحة .

ولأن القوة تبدأ بأزمة على المسؤولين البدء بتشكيل خلية قوية وذكية في دراسة سبل تطوير الأنظمة الحالية وتحويلها إلى أنظمة إلكترونية مجربة وجاهزة و تطبيقها بدسها بين الأنظمة الحالية لدراسة مدى فعاليتها والعمل على تحسينها بشكل مستمر لتصل إلى النتائج المرجوة منها دون أن يشعر الفرد بثقل إقرارها بالواقع  مرة واحدة بل بدمجها شيئاً فشيئاً حتى يتجانس المزيج دون أن يتأثر بالمؤثرات الخارجية لقوة المزيج الذي حققه تكتيك فعالية التطوير، والإشراف على المؤسسات المختلفة وتشجيعها على تطوير أنظمتها وتحويلها إلكترونيا دون التخبط أو التهافت العشوائي ،فالتهافت العشوائي قد ينشئ ضجة تفقد ثقة الأفراد بتوجب فكرة التطوير التي تعد للبعض فتنة يريد مفكريها وقائديها تحطيم هرم المجتمع .

وأصبح من الضروري تبادل خبرات التعامل مع  الأزمات، ولاتقتصر على  خبرات أزمة اليوم فكل أزمة عاشتها مدينة ما في الماضي يتوجب وضعها تحت المجهر فلا أحد يعلم أنوع أزمات الغد ،فهذه الخبرات تحتاج للدراسة والتميز بين الفعال منها وغير الفعال فأقلها قد تجعلنا نتوخى الحذر من سياسة أزمة  ما نقرها ،وتكون غير مجدية، فاكتساب الوقت في الأزمات حسب ما رأيناه هو من الضروريات ،واكتساب الخبرات يزيد من مناعة الشعوب في التعامل مع الأزمات المقبلة .

وتدريس طرق التعامل مع الأزمات هي تربية وثقافة على الشعوب اتباعها  لبناء قاعدة صلبة يسهل تيسير الأمور من عليها، فالمشهد اليوم في أزمة كورونا كشف لنا جهل الأفراد في التعامل مع الأزمات، فالتصرفات اليوم تصرفات اعتباطية وغير مسؤولية ومن باب المسؤولية على الجهات نشر ثقافة التعامل مع الأزمات بين جميع الفئات لبناء حس المسؤولية كتدريسه في المدارس والجامعات إلزامياً وعقد دورات توعوية من قبل مؤسسات المجتمع المدني لبناء مجتمع ذكي في التعامل مع الأزمات مما يزيد فعالية تخطي الأزمة مهما كانت بسهولة وسرعة ،فبنية الجسد الواحد وسيرها المتناغم قوة غالبة .