مروان المعشر وورقة كارنيغي

16 مايو 2021
مروان المعشر وورقة كارنيغي

زيان زوانه

نشر مروان المعشر وزملاء له في معهد ” كارنيجي ” الأمريكي ورقة بحثية عن القضية الفلسطينية أذكر هنا أهم مرتكزاتها : – موت ” حلّ الدولتين” – ضرورة البحث عن مسارات حلول أخرى غيره – وكبديل له ، التركيز على ” الحقوق الإنسانية ووقف التمييز العنصري” ضد الشعب الفلسطيني – ما يمكن أن ينتهي بحلّ ” الدولة الواحدة “.

تتناقض ورقة المعشر وترويجه لها في لقائه على محطة CNN مع جوهر الصراع العربي الإسرائيلي وأوجزه هنا بما يلي : 1- لبّ الصراع هو احتلال الأرض العربية الفلسطينية وتهجير أصحابها الفلسطينيين ، أما حرف الصراع عن جوهره وتغليفه “بحقوق الإنسان ” و” وقف التمييز العنصري ” التي يدرك العالم أنها أدوات توظيف سياسي ، إنما يضعف مصداقية الورقة ويثير الشك بمقاصدها 2- أن الفلسطيني العربي لن يتنازل عن أرضه ولن يتنازل عن دوره في الصراع حتى يستردها ، وقد أثبت الزمن ذلك 3- أن المحتل الإسرائيلي لا يريد ولن يعطي الفلسطيني صاحب الأرض شيئا ، لا أرضا ولا حقوق إنسان ، بل هو لا يريده معه على الأرض الفلسطينية أصلا ، وهي حقيقة يدركها المعشر وصحبه ، وكل باحث رزين متجردّ 4- أن المحتل الإسرائيلي يتطلع للسيطرة على ما هو أبعد من فلسطين ، في الأردن والجولان ولبنان وسيناء ونيل مصر وأربيل العراق وجنوب السودان وغير ذلك ، ومعهد “كارنيجي” يدرك هذا 5- أن ترويج المعشر لموت ” حلّ الدولتين” يناقض الإستراتيجية الأردنية التي لم يتنازل الأردن عنها حتى في وجه إدارة ” ترامب “وصهره ” كشنر ” اللذان حاولا تقزيم الحق الأردني وممارسة الضغط على الأردن .

لا أدري إن غيرّت الوقفة الأخيرة للشعب الفلسطيني بمعانيها الإستراتيجية من القناعات البحثية وغير البحثية للمعشر وزملائه ومعهده ، ولا أدري كيف يقرؤن فشل مخططات المحتل في طمس الهوية العربية الفلسطينية ، وفشل مؤسسي دولته ومقولتهم : ” كبار السن الفلسطينيين سيموتون ، ويموت حقهم معهم ، وأجيالهم الجديدة لا ذاكرة ولا ذكرى لديها ، ما يرسخ كيان دولتهم ” ، وكيف يقرؤن انتفاضة أطفال الحجارة وصواريخ غزة ، رغم مرور الزمن.

قد يكون مناسبا للمعشر وزملائه ، أن يبحثوا عن عبر وأحكام التاريخ والجغرافيا والجغرافيا السياسية ، التي ستقودهم إلى ، أن العربي الفلسطيني لن يتنازل عن وطنه مقابل ” حقوق الإنسان ” ، وأن تغيير مسار قضيته لن يحرفه عن تصميمه على استردادها ، وأن إسرائيل إلى زوال ، وإن طال الزمان.