بقلم الصحفي: بسام الياسين
النخبة المافيوية المتغلغلة في الادارة، على قدرٍ كبير من الشراسة.يدها طويلة وقوتها طاغية. لهذا لن لا يكون اصلاح الا باجثتاتها.غير هذا لهوُ حديث ولعب بكلمات متقاطعة.ما يجري للتغيير مجرد هتافاتٍ مبحوحة، بطولات تُلّوح بسيوف مثلومة، يافطات من قماش تطالب بـ ـ عدل عمر ونخوة المعتصم ـ غسلتها الامطار وطيّرتها الرياح ولم يبق منها سوى قماش لا يستر عورة.كلها كعسل الدبابير وبيض الديكة ،لا يطعم من جوع ولا يقلي بيضة .فعيشة الاكثرية، ليست بائسة بل مزرية.
من اوصلنا لهذه الصورة المشينة، حتى صرنا رهائن البنك والصندوق. اليست النخبة ذاتها اولئك، الذين تولوا امورنا ولم يرحمونا ؟ّ. تجدهم يُحرّمَون علينا ما احله الله، ويُجيزون لإنفسهم ما يشتهون ،من لبن العصفور الى لحم العنقاء المستحيل، ويشترون باموالنا،ما يأسر القلوب ويفتن العقول ونحن محرومون.
لست سيبويه كبير نُحاة العرب،لإنتقاء عسل الكلام، ولا الخليل بن احمد الفراهيدي، شيخ مشايخ الادب، مبدع ايقاع الطرب في عروض الشعر، لكنني مواطن مضروب على رأسه، مسلوخ الكرامه كذبيحة معلقة امام المارة،لا يسترني الا زجاج شفاف كي لا يقع عليَّ الذباب، فيعف عن لحمي ذوي الانياب… انسان زائد عن الحاجة الا للأدلاء بصوته في ” الاعراس الوطنية” النيابية والبلدية ـ ودفع الضرائب، لزيادة البذخ الرسمي.فهل بقي من بقيتي بقية لم يستحلبوها في دلائهم المثقوبة ؟ّ
انا لا انكأ الجراح، انما افضح المرحلة، لان الفطرة الإنسانية السليمة تستقبح القبيح. سؤال مكرور و منكور :ـ اين الوطن الذي كنا نفاخر به الدنيا ؟!.اين رجالات الامة العظام الذين عاشوا على الكفاف، ثم رحلوا بصمت، ملفوفين باكفان الطهارة.
عش رجباً ترى عجباً.لا عجب،حتى لو عشت الف رجب.نخب خرمت السفينة بالسفه،ومستعدة لبيع ما بقى في مزاد العلن!.بينما الناس، تعيش في موت غير معلن. يحيّون نصف موتى !. بمقابر جماعية في مدن متوحشة !.المصيبة ان نادى احدهم بحرية التعبير او قال الحقيقة،فلن تجد له اثر،كأن الارض ابتلعته او تبخر. عالمنا العربي، خاوٍ لا يمكن اصلاحه او صلاحه الا بثورة بيضاء تسر المقهورين.
فشلنا بالإدارة،التنمية،الحرب ،السلم،،بسبب عقليات جامدة تحكمه،ونفوس مريضة تتحكم به. انظر حواليك، سترى الحقائق عارية تتراقص قبالتك لتصفعك….انهيارات اخلاقية،مادية،عصبية،سلوكية.لا تصدقوا الساسة.يتحدثون عن معاناة الناس للارتزاق من ويلاتهم.السؤال المليون:ـ متى تبدأ مسيرة كنس النخبة التي لم تكن الرحمة من سجاياها ؟. والى متى ستظل مفاتيح العصمة بايديها.
نَقِبْ بذاتك،ستكتشف انك مشروع وجبة شهية للاقوى،وبلادك مول استهلاكي ومهلكة للفساد “.كل ما فيها خاضع للربح الخسارة.فالفقير فريسة، ليس على مفترسها عقوبة،طالما ان نخبوياً متحضراً ، يأكلُه بالسكين والشوكة،اما الوحش المتوحش،هو ذلك الفالت في الغابة الذي يتناول طريدته بمخالبه. الفارق اذاً بين المتحضر والوحش الشوكة والمخلب اما لحم الفريسة مستباح لمن يملك السلطة والنفوذ .
طفح الكيل،وفاض السيل. والوحل غطى الامكنة،اما المواطن المنكوب بالنخبة، يخوض مخاضة بمجاديف مكسورة وبوصلة معطلة.لذا لا اصلاح دون ثورة بيضاء شاملة ،يقودها راس الدولة.اما ما يتم اليوم من لقاءات لا تعدو عن رقصات في العتمة.