في إسرائيل.. خلاف حول ضخ المياه قد يمنع ترميم نهر الأردن الجنوبي

24 أبريل 2021
في إسرائيل.. خلاف حول ضخ المياه قد يمنع ترميم نهر الأردن الجنوبي

وطنا اليوم – رصد – ناقش مجلس سلطة المياه اليوم خطة قد تؤدي إلى تحسين كبير في وضع نهر الأردن بعد خروجه من بحيرة طبرية. حسب الخطة التي بلورتها سلطة المياه، سيتم تنفيذ تزويد مخطط لمياه الري الزراعية في منطقة غور بيسان بواسطة ضخ المياه من بحيرة طبرية عبر نهر الأردن. وتنفيذ الخطة قد يزيد كمية المياه التي سيتم ضخها للنهر حيث سيوقف في المقابل ضخ المياه إلى النهر من مصادر أخرى، التي جودتها أقل.

 

يتوقع المجلس أن يجرى نقاش حول الخطة المقترحة، بالأساس على خلفية بديل آخر حاولت شركة “مكوروت” تطبيقه. حسب هذا البديل، سيتم ضخ المياه من الناقل القطري إلى غور بيسان بواسطة أنبوب وليس عن طريق نهر الأردن. وعملت الشركة مؤخراً على إقناع أعضاء المجلس بتأييد هذا البديل.

 

حسب قرار الحكومة الذي اتخذ قبل ثلاث سنوات، يجب زيادة تزويد المياه لهضبة الجولان والأغوار الشرقية – بيسان والينابيع وغور الأردن – التي هي غير مربوطة الآن بنظام التزويد القطري. في إطار تنفيذ هذا القرار، ستعرض سلطة المياه اليوم خطة لضخ كمية مياه سنوية تبلغ 40 مليون متر مكعب من مياه بحيرة طبرية، بدءاً من منطقة سد “ألوموت” عبر نهر الأردن وحتى منطقة “نهرايم”.

 

اليوم تضخ لهذا المقطع من النهر من طبرية مياهاً بكمية سنوية تبلغ 10 – 20 مليون متر مكعب. في منطقة “نهرايم” سيتم سحب مياه للاحتياجات الزراعية لصالح غور بيسان ومحيطه، وكذلك غور الأردن. إضافة إلى ذلك، لن يتم ضخ المياه العادمة المكررة لنهر الأردن والمياه المالحة التي تُضخ الآن إلى النهر من ينابيع قرب طبرية. ستمر المياه المالحة بمعالجة في منشأة تحلية، وستُضخ بعد ذلك لتستخدم في المنطقة هي والمياه المكررة. ستحصل منطقة غور بيسان وغور الأردن على التزويد بالمياه أيضاً بواسطة أنبوب جديد سيتم ربطه بالناقل القطري على يد شركة “مكوروت” ولكن بكميات أقل.

 

في نهر الأردن الجنوبي نوعية المياه الآن غير جيدة بما فيه الكفاية لإعادة إصلاح النظام البيئي. يمكن أن يغير تنفيذ الخطة هذا الواقع، وسيشكل ضخ المياه الأكبر الذي كان في إسرائيل لصالح إعادة إصلاح الوديان. تندمج هذه الخطوة مع خطة المجلس الإقليمي لغور الأردن وغور الينابيع وسلطة الطبيعة والحدائق، لتحويل هذا المقطع من النهر إلى محمية طبيعية وتحويل جزء منه إلى حديقة وطنية.

 

الخطة الآن في مراحل المصادقة في لجنة التخطيط والبناء التابعة للواء الشمالي. أظهرت سلطة الطبيعة والحدائق على هذه الخلفية دعمها لخطة الضخ في النهر. وحسب موقفها، فإن ضخ مياه أخرى سيحول مقطع النهر الذي يقع بين طبرية و”نهرايم” من مكرهة إلى مورد وسيمكن من الحفاظ على مواقع تراثية مهمة للمسيحية. حسب سلطة المياه، هناك ميزة أخرى لزيادة التدفق من بحيرة طبرية، وهي استبدال مياه البحيرة الذي سيساهم في الحفاظ على جودة المياه. على سبيل المثال، قال حاي ميارا، المستشار المهني لمدير سلطة المياه، إن “الحديث يدور عن خطة مهمة ستضمن التطوير والازدهار للمنطقة”. وحسب قوله: “لها إسهام بيئي عظيم سينعكس على تحرير المياه إلى الطبيعة والحفاظ على بحيرة طبرية وإعادة ترميم نهر الأردن”.

 

موقف شركة “مكوروت” هو أن ضخ المياه لأهداف زراعية فقط بواسطة نهر الأردن لن يحل مشكلة تزويد المياه لمنطقة بيسان وغور الأردن، الأمر الذي هو أيضاً -حسب ادعاء الشركة- أغلى. في المقابل، تزويد المياه المرتكز على الناقل القطري سيمكن من الاستجابة لحاجات الشرب في منطقة بيسان وغور الأردن. الحاجة إلى توفير مياه الشرب زادت في السنوات الأخيرة في أعقاب انخفاض حاد في نسبة الخزانات الجوفية في غور الأردن. وتعرض سلطة المياه بيانات أخرى تظهر أنه لا فرق مهماً في التكلفة.

 

واجهت سلطة المياه نظرة انتقادية من قبل وزارة المالية للبديل الذي تقترحه. قبل شهر ونصف، توجه حاييم بوروفسكي، المسؤول عن موضوع المياه في قسم الميزانيات في الوزارة، إلى سلطة المياه بشأن ضخ المياه عبر بحيرة طبرية. وقد قال إن هناك مسائل اقتصادية وهندسية مرتبطة بهذا البديل، والتي لم تجد أي إجابة بعد. وحسب قوله، إن اتخاذ قرار بشأنها دون أن يتم فحصها أمر غير معقول ويخرق معايير مهنية. يدور الحديث عن توضيحات حول من ستكون الجهة المنفذة لكل جزء من المشروع وإلى أي درجة هي قادرة على فعل ذلك من ناحية مهنية. حسب خطة سلطة المياه، فإن معظم المشروع سينفذ من قبل هيئات مياه إقليمية. ورغم الشكوى المقدمة من وزارة المالية، قررت لجنة التحكيم المهني في سلطة المياه المصادقة على البديل وتحويله لمصادقة مجلس السلطة عليه. “الحديث يدور عن خطة مهمة جداً ستضمن استمرار تطوير وازدهار المنطقة”، قال حاي ميارا، المستشار المهني الكبير لمدير سلطة المياه. “وهي ستوفر حلاً سريعاً وناجعاً وجيداً لسكان المنطقة والمزارعين. وفي نهاية المطاف سيكون لها إسهام بيئي كبير يتمثل في تحرير مياه للطبيعة والحفاظ على بحيرة طبرية وترميم نهر الأردن الجنوبي للأجيال القادمة”.

 

جاء الرد التالي من المجلس الإقليمي غور الأردن: “المجلس الإقليمي يرى في المشروع الذي تطرحه سلطة المياه جزءاً مهماً وحيوياً في الجهود المتواصلة لترميم وتطوير نهر الأردن الجنوبي وتحويله من ساحة خلفية ملوثة إلى أحد المتنزهات الجميلة والمهمة في إسرائيل. سيضمن المشروع ضخ ملايين الأمتار المكعبة من المياه العذبة. وإن إخراج المياه المالحة من نهر الأردن وتحليتها واستخدامها مع مياه عادمة مكررة للزراعة ستضمن مستقبل النهر أيضاً للأجيال القادمة.

 

بقلم: تسفرير رينات

 

هآرتس 22/4/2021