وطنا اليوم:في تطور يلفه الغموض، تداولت مصادر وتقارير ميدانية أنباءً تفيد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد تخلى عن العميل المعروف بـ”أبو شباب” ومجموعته، وذلك بعد آخر ظهور له في قطاع غزة. وتشير المعلومات المتداولة إلى أن هذا التخلي جاء بعد انتهاء الدور الوظيفي الذي كان مكلفاً به، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مصيره ومصير المتعاونين مع الاحتلال بشكل عام.
بحسب التقارير، فإن “أبو شباب”، الذي عُرف بارتباطه الوثيق وتعاونه المباشر مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، اختفى عن الأنظار مؤخراً. وتفيد المعلومات بأن هذا الاختفاء يتزامن مع قرار من جيش الاحتلال بوقف الدعم والحماية التي كان يوفرها له وللمجموعة التي تعمل معه داخل قطاع غزة، مما يتركهم في مواجهة مصير مجهول.
لكن مع بداية الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، بدأت ميليشيا أبو شباب، المدعومة من الكيان، تستشعر الخطر عليها، حيث طالبت بحماية الاحتلال لها من بطش المقاومة وقبلهم أهل غزة، الذين ذاقوا الأمرين على يد مليشيا أبو شباب، لكن الاحتلال الإسرائيلي تركها وراءه في غزة، كما ترك جيش لحد عام 2000 في لبنان.
ياسر أبو شباب هو شاب من غزة، قرر أن يضع يده في يد الاحتلال ليطرح نفسه بديلًا عن المقاومة في حكم غزة، وقرر تكوين جماعة من الخارجين عن القانون وتجار المخدرات، لمساندته في أعمال القتل والنهب والسلب، للسيطرة على القطاع، تخلت عنه قبيلته واتهموه بـ “الارتماء في أحضان العدو، وأنه وقف ضد أهل غزة في أشدّ ساعات محنتهم، وطعنهم في ظهورهم وقاتلهم وشكل عصابات نهب وهم يواجهون العدوان”.
ياسر أبو شباب ومليشيته كانوا يظنون أنهم سيحظون بمكانةٍ لدى الاحتلال، وأنه الضامن والحامي له ولجماعته في أي لحظة، لكن الكيان لا يحمي أحدا ممن ساعدوه من أبناء البلد، ولا يعترف بجميل لأي إنسان قرر أن يرتمي في حضنه ضد أهله، معلنًا عدم قبوله وجماعته للدخول في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، وتركه لمصيره، حيث ادعي الاحتلال أنه “لم يُجبره على القتال ضد المقاومة”
وترك أبو شباب جماعته لمصيرهم، فقال لهم في رسالته “دبروا حالكم بدكم تسلموا حالكم لحماس أنتم أحرار”. وعندما سأله أحدهم عن خطوته القادمة، أجاب: “سنهرب أنا وغسان الدهيني وحميد الصوفي خارج غزة لأي دولة، والجيش الإسرائيلي سيساعدنا في ذلك، لأن حماس ستصفينا في الساعات الأولى من الهدنة”، وفقًا لوكالة “شهاب” الفلسطينية، وصحيفة “هآرتس” العبرية.
وأعلنت منصة “رادع”، الذراع الإعلامي والأمني لحركة حماس، عن بدء تنفيذ عملية أمنية واسعة النطاق في قطاع غزة، لملاحقة عناصر المليشيات المسلحة، المتهمين بالتعاون مع إسرائيل خلال الحرب على القطاع.
وقالت “رادع” عبر تطبيق “تليجرام” إنه: “على امتداد القطاع.. ضرباتنا مستمرة من شماله إلى جنوبه، يد رادع تضرب أوكار الخيانة والعمالة في هذه الأثناء”.
وذكرت صحيفة سابير ليبيكين، عن “القناة 12” العبرية، أن منصة “الحارس”، التابعة لأمن حماس” أعلنت أن الأجهزة الأمنية في غزة تنفذ حاليًا عمليات مداهمة لأماكن تواجد عناصر المليشيات المدعومة من إسرائيل داخل القطاع.
الإعلام العبري يسخر من ياسر أبو شباب
وسخر الإعلام العبري من ياسر أبو شباب ومليشيته، بعد أن تم تركه وحيدًا في مواجهةِ المقاومة وأهالي غزة، وعلقوا قائلين: “أكلتها”، مع رمز ضاحك، ليؤكد أنهم ألقوا بياسر أبو شباب وجماعته لـ “المجهول”
لا تمثل هذه الحادثة، إن صحت، مجرد خبر عابر، بل هي تجسيد لاستراتيجية متكررة في مناطق الصراع، حيث يتم استخدام المتعاونين المحليين كأدوات وظيفية مؤقتة. ويمكن تحليل أبعاد هذا التطور كالتالي:
انتهاء الدور الوظيفي: في عالم الاستخبارات والعمليات الأمنية، يتم توظيف المتعاونين لتحقيق أهداف محددة (جمع معلومات، تسهيل عمليات، إثارة الفوضى). وبمجرد تحقيق هذه الأهداف أو تغير الاستراتيجية على الأرض، يتحول هؤلاء المتعاونون إلى “ورقة محروقة”؛ أي أصول لم تعد لها قيمة، بل قد تصبح عبئاً.
رسالة ردع مزدوجة: إن التخلي عن المتعاونين يحمل رسالة ردع قوية للآخرين الذين قد يفكرون في سلوك نفس الطريق، حيث يؤكد أن حماية المحتل ليست دائمة ولا يمكن الاعتماد عليها. وفي المقابل، قد يستخدمها الاحتلال كرسالة داخلية بأنه قادر على التخلص من أدواته بسهولة.
تداعيات أمنية واجتماعية: يضع هذا الإجراء “أبو شباب” ومجموعته في حالة من العزلة والضعف الشديد، ويجعلهم هدفاً سهلاً للانتقام من قبل الفصائل الفلسطينية والمجتمع الذي يعتبرهم خونة. وهذا المصير يعزز من الرواية الوطنية الفلسطينية الرافضة لأي شكل من أشكال التعاون مع الاحتلال.
مصير مجهول وتساؤلات مفتوحة
يبقى السؤال الأبرز الآن هو: ما هو المصير الفعلي لـ”أبو شباب”؟ هل تمكن من الفرار أم أنه لا يزال داخل القطاع؟ وماذا يعني هذا التطور بالنسبة لشبكات المتعاونين الأخرى التي يعتمد عليها الاحتلال الإسرائيلي في عملياته؟ الأيام القادمة قد تكشف المزيد من التفاصيل حول هذه القضية التي تسلط الضوء مجدداً على العالم السري والمظلم للتجسس والتعاون في قلب الصرا