الشرع وبتريوس وجهاً لوجه .. من ساحات الحرب إلى منصات الحوار

دقيقة واحدة ago
الشرع وبتريوس وجهاً لوجه .. من ساحات الحرب إلى منصات الحوار

وطنا اليوم:”من ميدان الحرب إلى ميدان الحوار”.. كانت هذه العبارة من أبرز ما لفت انتباه جمهور منصات التواصل الاجتماعي خلال اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع والجنرال ديفيد بتريوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، في جلسة أقيمت ضمن مؤتمر جامعة “كونكورديا” السنوي حول الأمن والديمقراطية، يوم أمس الاثنين في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ووصف رواد العالم الافتراضي الحوار بين الشرع وبتريوس بأنه يحمل مفارقة كبيرة، خاصة أن وكالة الـ”سي آي إيه” كانت في وقت سابق قد رصدت 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على الشرع.
ومع ذلك، حين اجتمع بتريوس بالرئيس الشرع، استقبله باللغة العربية وقال له: “السلام عليكم سيدي الرئيس”.
وقد وصف مغردون هذا اللقاء بالعجيب، إذ أشاروا إلى أن بتريوس خاطب الشرع بالعربية قائلا: “تشرفنا سيدي الرئيس”. ولمن لا يعرفه، فقد كان بتريوس قائدا للقوات الأميركية في العراق حينما كان الشرع (الجولاني) معتقلا لدى الأميركيين هناك.
ويضيف المتابعون أن الشرع قضى سنوات سجنه قبل تولي بتريوس القيادة، ولم يفرج عنه إلا بعد رحيل الأخير عن العراق، ولهذا لا توجد رمزية مواجهة مباشرة بينهما، لكن المفارقة القوية تظل حاضرة بين مقاتلين من معسكرين متصارعين، بين جنرال وبين مسلح مطارد، واليوم يقف الجنرال السابق ليحيي المطارد الذي أصبح رئيسا.
وأشار ناشطون إلى أن الحوار بين الرئيس الشرع والجنرال ديفيد بتريوس كان مليئا بالمفارقات، وقد عبر الطرفان عن ذلك بتبادل الضحك خلال النقاش، فقد اختبر كل منهما الآخر كعدو في الميدان، واليوم يجلسان في نيويورك يناقشان نتائج اختبار الأعداء، ويرون الشرع رئيسا لسوريا التي تخرج من عزلتها، لا كمطارد من الولايات المتحدة. هذه المفارقات تتناقض بشكل صارخ مع منطق السياسة التقليدي، لكنها تعكس غرابة وتعقيد المنطقة.
ورأى ناشطون أن الرئيس أحمد الشرع قدم في مقابلته مع بتريوس مقاربة بالغة الوضوح لرؤيته بشأن الصراع العربي الإسرائيلي من منظور الإدارة السورية الجديدة.
وعلق آخرون على اللقاء بين الشرع وبتريوس بأنه في كليات العلوم السياسية يجب تأليف كتاب مختصر ومهم جداً للباحثين الأكاديميين الأكثر عمقاً، يتضمن صفحة واحدة فقط تحمل صورة الرئيس أحمد الشرع إلى جانب ديفيد بتريوس بعنوان “هذه هي السياسة”.
وأكد آخرون أن لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع مع بتريوس سيكسب الشرع نقاطا مهمة لدى العواصم الغربية، فأسلوبه الهادئ، وثقافته الواسعة، وثقته بنفسه، ورؤيته الواضحة، بالإضافة إلى خلفيته العسكرية، تجعل من هذا الحوار رسالة قوة وواقعية في آن واحد، وتضعه في موقع اللاعب الإقليمي القادر على التفاوض على طاولة الكبار.