كتب المحامي حسين أحمد الضمور
الطريق من الكرك إلى عمّان… رحلة اعتدتها، ورافقني فيها الصباح في مراتٍ كثيرة.
اليوم، وكعادتي، جهزت مركبتي الخاصة: تفقدت كل شيء… الزيت، الماء، الإطارات، الرخص، الهوية، وحتى شاشة الهاتف رتبتها على وضع القيادة الآمنة، وربطت الحزام، وانطلقت بعد صلاة الفجر.
لم أنتظر قهوة زوجتي كالمعتاد… فقد غادرت مبكرًا، واكتفيت بفنجان صغير على جانب الطريق، يُسكب على عجل، ويُشرب على مهل.
انطلقت وأنا أعي أن الطريق الصحراوي مراقب بدقة شديدة، وكأنك تسير داخل ميزان حساس؛ كل منطقة لها سرعتها، وكل لحظة مراقَبة بعين لا تنام.
كنت أحاول أن أكون دقيقًا في قيادتي، متزنًا في سرعتي، ملتزمًا بقوانين الطريق.
لكن، رغم كل ذلك…
لم أصل في الوقت المحدد.
وخسرت وقتي… وملأت خزان الوقود… وجاءتني الرسالة: “مخالفة سرعة.”
لست بريئًا…
أنا من أخطأ، أعترف بذلك.
لكنني أيضًا كنت أُحاول التوفيق بين واجبي، ووقتي، والسرعة المحددة، والزمن الذي لا ينتظر أحدًا.
قد لا تكون المسألة في مجرد مخالفة…
بل في شعورك أن الطريق –رغم التزامك– لا يسامحك، ولا يُمهلك، ولا يعترف بأنك حاولت.
حتى قهوتي، شربتها على الطريق… لكنها لم تمنحني الوقت الكافي لتفادي الرسالة.