تفكيك شبكة علاقات بين نافذين وزعران في المجتمع المخملي والسفلي الأردني

18 أكتوبر 2020
تفكيك شبكة علاقات بين نافذين وزعران في المجتمع المخملي والسفلي الأردني

وطنا اليوم: تزحف المواجهات الأمنية المفتوحة اليوم على كل أصناف الصدامات بين قوات الأمن العام والشرطة الأردنية وحتى قوات الدرك ومجموعات الشرطة الخاصة وبين مجاميع وشرائح البلطجية وفارضي الاتاوات والذين يروون المجتمع في الاردن على مساحات لم تكن مسبوقة في تاريخ الاشتباك عمليا وسط ضجيج على مستوى المنصات الاجتماعية والشارع العام وتأييد غير مسبوق للقوات الامنية في هذا السياق.
وايضا وسط تساؤلات سياسية وحقوقية بالجملة يطرحها الكثير من المراقبين بسبب الاعلان المسبق عن اجراءات قاسية ستتخذ لإخضاع الذين يخالفون القانون واعادة اعتقال المطلوبين واصحاب السوابق الذين يواصلون نشاطهم في الشارع والاحياء الشعبية والازقة في ترويع المجتمع.
وتبدو تلك التساؤلات عبارة عن تدوين وتوثيق ملاحظات على الخطاب والمنطق الامني الذي استخدم في تهديد المطلوبين واصحاب السوابق بعد جريمة فتى الزرقاء الشهيرة حيث تحالف 14 شخصا من فئة البلطجية وفارضي الاتاوات في مدينة الزرقاء على اختطاف طفل في الـ 16 من عمره وتقطيع يديه وفقء عينيه بطريقة وحشية وغير مسبوقة.
ووسط تعليمات لإدارة الامن العام وتحديدا لمدير الامن العام اللواء حسين حواتمة بإظهار القوة الأمنية في الشارع قصدا وبترويع من يحاولون ترويع المواطنين والمساس بأمن المجتمع.

وعليه استمرت الحملة الامني ظهر الاحد وبدأت من فجر الاحد واستمرت لـ 8 ساعات متواصلة تم خلالها اعتقال اكثر من 100 مطلوب للأجهزة الامنية و نحو 57 من اصحاب ارباب السوابق الذين تقول الاجهزة الامنية انهم يكررون نشاطاتهم ومخالفاتهم الاجرامية بطريقة تستفز المجتمع وتعتدي على حقوق الافراد.
ويبدو ان هذه العملية الامنية الواسعة التي بدأت تثير القليل من الضجج تتم بضوء اخضر سياسي وان من مبررات الحملة الامنية ظهور حالات اعتداء بلطجية على تاجرين في جنوبي عمان وظهور حالات طعن في مدن مثل الطفيلة ومادبأ وغيرها الامر الذي دفع الأمن العام لإعلان الحرب تماما على هذه المجموعات الخارجة عن القانون بهدف اخضاعها.
وحذرت الامن العام في تصريح للناطق باسمها علنا فجر الاحد من ان المطلوبين للأجهزة الامنية والمطلوبين لتنفيذ الاحكام القضائية يعرفون انفسهم جيدا وتعرفهم الاجهزة الامنية جيدا .
وبطبيعة الحال تلاقي هذه الحملة الأمنية العميقة والواسعة تأييدا كبيرا على المستوى الشعبي والاجتماعي وتسندها مؤسسات الدولة جميعها ويفترض وقد يكون هذا الاهم ان تنتهي هذه الحملة بإخضاع شبكات منظومة متكاملة من فارضي الاتاوات وزعران الشوارع وبلطجية الاحياء الشعبية خصوصا في مدينتي عمان وجنوبها ومدينتي الزرقاء والرصيفة وبعض محافظات الجنوب وحتى بعض مخيمات اللاجئين في الاردن وبعض مناطق البادية.
وتطرح هذه الحملة الامنية تساؤلات بالجملة في الاوساط السياسية والاعلامية لكنها تفكك ليس فقط منظومة مخالفي القانون او فارضي الاتاوات او ظاهرة البلطجية في هدفها الابعد وان كانت ستأخذ بالطريق شبكة علاقات بين بعض النافذين في المجتمع من رجال اعمال او نواب سابقين او مرشحين للانتخابات مثلا ومن الذين يقيمون او يستثمرون في هذه الشبكات الإجرامية المنظمة ،الامر الذي سينتهي بضرب منظومة أعمق وابعد من المساحة المتعلقة بمخالفي القانون فقط.
وتلك رسالة فهمتها جميع الاطراف مبكرا بعد الضوء الاخضر المرجعي والملكي لقوات الامن العام والذي يقضي بضرب من حديد كما قال اللواء الحواتمة على يد كل تسول له ترويع الأردنيين أو المساس بالأمن الوطني.