وطنا اليوم:أعرب عدد من الأسرى المحررين ضمن الدفعة الأولى للإفراج عنهم، عن حجم المعاناة والانتهاكات التي تعرضوا لها خلال فترة اعتقالهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى الإهمال الطبي وسوء المعاملة التي أثرت بشكل كبير على أوضاعهم الصحية والنفسية.
وكشفت الأسيرة الفلسطينية المحررة رغد عمرو (23 عاما) عن تنكيل وضرب وإهانات، بينها جر الأسيرات من شعورهن، في الساعات الأخيرة قبيل الإفراج عنهن من سجون إسرائيل ليلة الأحد/ الاثنين.
في المقابل، أطلقت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” الأحد سراح 3 أسيرات “مدنيات” إسرائيليات من قطاع غزة كن في حالة صحية جيدة ويرتدين ملابس نظيفة منمقة، بل ومنحتهن هدايا تذكارية.
وقضت رغد 5 شهور في السجون الإسرائيلية، بعدما اعتُقلت من بلدتها دورا جنوبي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وكان اعتقالها إداريا، أي دون توجيه تهمة.
إهمال طبي وتدهور صحي
أكدت شقيقة الأسيرة المحررة الصحفية رولا حسنين في مقابلة تلفزيونة، أن شقيقتها تعاني من إنهاك شديد يستدعي نقلها إلى العلاج بشكل عاجل بعد الإفراج عنها. وأضافت أن رولا تعرضت للإهمال الطبي خلال فترة اعتقالها، ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية بشكل ملحوظ.
تجارب قاسية وإهمال متعمد
من جانبه، تحدث الأسير المحرر آدم الهدرة عن قسوة الظروف التي واجهها منذ اعتقاله من منزله وحتى الإفراج عنه. وأشار إلى تعرضه مع باقي الأسرى، بمن فيهم كبار السن، للإهمال الطبي والحرمان من الدواء، وهو ما عمّق معاناة الأسرى وجعلهم يعيشون تحت ظروف قاسية وغير إنسانية.
عدم وضوح المحكومية والإفراج المفاجئ
الأسيرة المحررة شيماء عمر رمضان أوضحت أنها قضت ستة أشهر في الاعتقال دون أن تتحدد محكوميتها بشكل واضح، وأكدت أنها لم تكن تعلم بإدراج اسمها ضمن الدفعة الأولى من الأسرى المحررين إلا في يوم الإفراج عنها، ما يعكس غياب الشفافية في تعامل الاحتلال مع الأسرى.
تعذيب واضطهاد ممنهج
الأسيرة المحررة سماح حجاوي كشفت عن اعتقالها للمرة الثانية ومعاناتها من التعذيب والاضطهاد خلال فترة اعتقالها. وأشارت إلى أن العديد من الأسيرات كنّ يعانين من ظروف صعبة للغاية بسبب المرض والإهمال الطبي المتعمد.
قالت الأسيرة المحررة هديل شطارة (33 عامًا)، وهي أكاديمية في جامعة بيرزيت، القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية: “ثمن الحرية كان غاليًا جدًا، سُدد بدماء أهل غزة وبدمار منازلهم”.
واعتقلت شطارة من بلدة المزرعة الشرقية، شرق رام الله، في 1 يوليو/تموز الماضي، فيما صدر بحقها قرار بالاعتقال الإداري (دون تهمة). وأضافت: “اليوم الفرحة منقوصة؛ أولًا وضع أهلنا في غزة، ولكن نحن على ثقة أن غزة قادرة على أن تنهض، وستعود أقوى من قبل ويرجع لها أهلها ويتم إعادة بناء ما دمره الاحتلال”.
وقالت براءة فقها، طالبة الطب الفلسطينية وقضت حوالي ستة أشهر في سجن دامون. إنها كانت محتجزة رهن الاعتقال الإداري، وهي سياسة السجن غير محدد المدة، دون اتهام رسمي أو محاكمة، وهي ممارسة تستخدمها إسرائيل بشكل حصري تقريباً ضد الفلسطينيين.
وقالت فقها إن ظروفها في السجون الإسرائيلية كانت “مروعة”، في ظل محدودية إمكانية حصولها على الطعام والماء.
وأضافت: “كان الأمر كما لو أننا عندما نحاول رفع رؤوسنا، كان الحراس يفعلون كل ما في وسعهم ليدفعوها إلى الأسفل”.
واستكملت: “غزة ستعمر بأهلها وناسها، ونحن على ثقة بأن غزة ولاّدة وراح ترجع قوية وترفع رأسها”.
وأفرجت سلطات الاحتلال، فجر الإثنين، عن 90 أسيرا، بينهم نساء وأطفال، من سجن عوفر غرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة.