ردينة اسيا
أعاتبهُ ولا أبغي عتابا
ويكفيني تأدّبه جوابا
.
كأنّ الروحَ لا تصبو حديثاً
فلا يأتي ، وماقَصرَ الغيابا
.
ينام الصمت في ثغري وإني
رأيتُ حروفه تعلو السحابا
.
فيمضي في حديثٍ غير أني
ألملم صوته في الوجد غابا
.
وإني قد عرفتكَ منذ دهرٍ
وبعد المهد تعبره الشبابا
.
وفي الأزمان إذ كنا خيالاً
كذا كنّا ، وشعر الرأس شابا
.
أخبئ في وريدي بعض بوحٍ
وأرخي إذ تعلثمتُ الحجابا
.
توارى طيفهُ بين الحنايا
فأنّى نبضيَ المسكين آبا؟
.
وإني إذ رأيتكُ قلتُ تلكمْ
عيون الخِلّ تهديني الجوابا
.
وقد رتّلتُ في الليلِ وصوفاً
فذكر الصّبِ في نسكي ثوابا
أمخطئةٌ بربّكَ ها فقلي ؟
كذا قلبي إذا يسلو وتابا
.
وما رمت الذنوب فذاك إفكٌ
ورب البيت يطلبني الإيابا
.
فمن مثلي تنازلها همومٌ
فويح الحزن يرديني اغترابا
.
ولو جئتُ الأماني كل يومٍ
توافيني لياليها عذابا
.
أسابق خطويَ المكلوم حتى
جعلتُ الحزنَ من خلفي فغابا
.
وإني قد خبرتُ الصعبَ حتى
جبالُ العزم تهواها الصعابا
.
وها إني اللبيبة ذات عقلٍ
خبرتُ الفقهَ في الدنيا عقابا
.
وإني لا أرى في العشق غيماً
رأيت الدمعَ في طرفي سحابا
.
فخلتكُ في فلاة البيد قطْرًا
فبات الحبّ في دربي سرابا
.
ففاض الحرف في سطري وحتى
تفيض الآه من عمري نصابا
.