وطنا اليوم – قدم مجموعة من الشباب عرضا مسرحيا يكشف عن حيرة وقلق الأردنيين من حالة العزل التي دخلت فيها بلادهم جراء انتشار فايروس كورونا.
وروت مجموعة متكونة من حوالي عشرين شابا وشابة في عرض مسرحي فريد من نوعه حكاية أردنيين يعيشون في مبنى سكني واحد بالعاصمة عمان ويتغلبون على الرتابة والملل وعدم اليقين أثناء إجراءات العزل العام بسبب جائحة كورونا.
وتبدأ قصة سكان المبنى الذين يشعرون بالضجر بسبب الحظر المفروض عليهم نتيجة الوباء، ببحثهم عن حلول لدفع حالة السأم عنهم، وتتالت الاقتراحات وكان من بينها تطيير الطائرات الورقية والغناء والرقص، إلى أن طلبت مخرجة تعيش في ذات المبنى من جيرانها مشاركتها تمثيل مسرحية لشكسبير، لأنها تعجز عن التواصل مع بقية فريق العمل المسرحي بسبب إجراءات الإغلاق.
حكيم حرب: نعمل جاهدين لإيصال رسائل مفادها أننا صامدون ولا نزال متفائلين
لكن السكان وافقوا أن يساعدوها على مواصلة التدريب على مسرحيتها شرط ألا يلتزموا حرفيا بما جاء في مسرحية “حلم ليلة منتصف الصيف”، بالإضافة إلى ألا يكون الأداء باللغة العربية الفصحى، فتوافق المخرجة وتغير اسم المسرحية إلى “حلم ليلة حظر”.
والعرض الذي حمل اسم “حلم ليلة حظر” مستوحى من أشهر مسرحيات الأديب البريطاني وليام شكسبير الكوميدية “حلم ليلة منتصف الصيف”.
وقال مخرج المسرحية حكيم حرب “نعمل جاهدين لإيصال رسائل مفادها أننا صامدون ولا نزال متفائلين، ولم نتخل بعد عن روحنا المعنوية العالية التي بفضلها نواجه كورونا متسلحين بمواهبنا في الفن والجمال والإبداع”.
وجاء عرض هذه المسرحية في إطار مشروع “موهبتي من بيتي” الذي أطلقته وزارة الثقافة الأردنية أبريل الماضي، لعرض مواهب الشباب أثناء تفشي فايروس كورونا في المملكة.
وطُلب من الراغبين في المشاركة بالمشروع إرسال فيديو أداء عبر الإنترنت، وتم اختيار الفائزين للمشاركة في المسرحية.
ومثل هذا مشروع فرصة لاكتشاف مواهب الأطفال والشباب في ظل حظر التجول، والتباعد الاجتماعي الذي فرضه انتشار فايروس كورونا.
ولفت الممثل تامر العساف، المشارك في المسرحية، “مع الظرف الاستثنائي الذي نمر به على مستوى محلي وعالمي في ظل الخوف من الإصابة بالعدوى بكورونا وما انجر عنه من سياسات إغلاق جزئية وشاملة، أصبح المسرح منصة هامة للغاية حتى نتمكن من إرسال رسائل توعوية في زمن حكم فيه على تواصلنا مع الآخرين أن يكون عن بعد”.
وتابع العساف “المسرح قدم لنا فرصة للكشف عن العديد من المواهب، فالحجر مهم حتى نحقق التباعد الاجتماعي الذي صار مطلبا ضروريا بسبب هذا الوباء، لكنه أظهر في الآن ذاته كم الوعي الذي نتحلى به وفتح نافذة على عالم مليء بالشباب المبدع”.
وشهد مشروع “موهبتي من بيتي” منذ إطلاقه تفاعلا كبيرا بمختلف أقسامه الفنية من رسم وموسيقى وتمثيل، حيث تقدم إليه أكثر من 12 ألف مشارك ومشاركة.