الدكتور محمود المساد
أعلنت مفاهيم “حقوق الإنسان” بعد صمت لعدة عقود، أن زواجها كان نتيجة اغتصاب جماعي بالقوة، اضطرها ذلك بسبب ضعفها وعدم قدرتها على المقاومة، وضعف المتفرجين على هتك عرضها والتزامهم السكوت؛ خوفًا من الفضيحة. وعلى رغم ذلك، تزيّن الأزواج، وأعلنوا أنهم حُماتها، ورُعاتها، والمُروجون لجمالها في بلاد العُميان، البلاد التي لم تبصر تبرّمَ الزوجة المغتصَبة، وعلامات تعبير جسدها الرافض لادعاءات أزواجها، بسبب ما أصاب بعضهم من عمًى، وبعضهم الآخر من ضعفِ بصر، وارتداء النظارات السوداء من حفنة قليلة منهم، توهمت أنها هي وحدها المبصرة.
شكرًا غزة العزّة!! لقد كان زلزال العبور، وفرحة النصر من اليوم الأول كافيين بأن يكشفا زيف هؤلاء الأزواج، وخططهم في ركوب موجة الحقوق، والديمقراطية، والسلام، والتعايش المشترك، كما كانا كافيين لإحداث الصحوة والنهوض للإنسان العربي من جهة، وفضح أزواج الفسق، والفجور راكبي موجة حقوق الإنسان، والدولة المدنية، وعدم التمييز من جهة أخرى.
لقد كان صوت الفرسان، وصهيل الصواريخ كافيين أيضا لاسترداد قوة المارد العربي، وعودة العقل العربي للعمل والتأمل، والتمييز بين الحق والباطل. وعليه، فلا أحد يأتينا بعد اليوم، يجاهر بكل صلافة ويدّعي بلطف مزيّف أنه هو وحده الذي يطبق هذه المفاهيم، ويرعاها من أجل تسويقها علينا، وكأن هذه المفاهيم الإنسانية الراقية غدت من صنعه، ونباهته، ورجاحة عقله، وصحوة ضميره، وأن من يسمعهم لا يراهم، ولا يعرف تاريخهم، ولا يدرك زيفهم .
لقد أوهمَنا الخانعون المتكسّبون من أصحاب اليد الدنيا، أن هؤلاء أزواج الصدفة، ومغتصبو الحقوق الإنسانية، هم قدَرُنا الذي لا مفرّ منه، لكني أقول بعد القسم بالله: إن الجميع منهم قد نسوا، أو تناسوا أن الله أكبر، وأقدر، وأعظم، وأن الله مع المؤمنين لعدالة قضيّتهم، وسواعد شبابهم، وتسديد رميهم، وتحقيق نصرهم، وأنه لا غالب إلا الله.
لقد نبّهنا مرارًا أن المشكلة تكمن في العقل الساذج السطحي الذي تنتجه الأنظمة التربوية، وهو بذات الوقت العقل الذي يقبل كل ما يُقال له من صانعي القرار، ومتّخذيه دونما تمحيص وبحث، كونهم الأكثر حكم!!.
وهنا، لا بدّ لي من القول الصريح الواضح: لقد آن الأوان للنظام التربوي أن يستعيد دَوره في إعداد الإنسان من جيل الصِّغار ممّن هم على مقاعد التعليم العام بطرائقَ جديدة تقوم على التفكير والقيم، وترميم جيل الكبار في الجامعات، ومؤسّسات التدريب المِهْني والتقني، وأسواق العمل، غيرَ آبهٍ – أي النظام التربوي – بأيّ صوت كان، إلا صوت الحق، ومن يقف معه ويناصره، من أيّ جغرافيا كان، شاء من شاء، وغضب من غضب، مع تجاهل تزييفهم وتخويفهم من أجندات بعضهم الخفية والخطيرة. فقد ذاب الثلج، وانكشفت الحقائق.
اللهم يا رب، نرجو لجْمك لكل خائب وخانع، وخائر القوى، وفاقد الهمّة، وضعيف الضمير والهوى. وحمى الله الوطن!!