وطنا اليوم – واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، إجراءات المصادقة على الخطط العملياتية واستكمال إعداد قواته البرية، لاجتياح يبدو وشيكا لقطاع غزة، ويستدل من تصريحات المسؤولين السياسيين والعسكريين في إسرائيل، أن اجتياح جيش الاحتلال بات مؤكدا للقطاع المحاصر، ويظل السؤال المطروح حاليا حول موعده المحتمل.
وأجرى كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، جولات ميدانية لدى القوات البرية المنتشرة في محيط قطاع غزة، في محاولة لرفع معنويات جندهم قبل الاجتياح البري المتوقع، فيما تواصلت عملية إعداد الخطط العملياتية وتجهيز القوات والتحضيرات في هذا السياق.
وخلال حديثهما لعناصر لواء “غفعاتي” ولواء “غولان” وهما ألوية مشاة في جيش الاحتلال، شدد كل من غالانت ونتنياهو على أن الأوامر بالاجتياح البري ستصدر بالفعل، وسط تأكيدات على أن “هذه العملية ستكون صعبة ومكثفة وستستغرت وقتا قد يستمر لأسابيع طويلة”.
وفي إطار الاستعدادات في جيش الاحتلال، أجرى وزير الأمن الإسرائيلي، غالانت، جلسة لتقييم الأوضاع العملياتية بمشاركة قائد القيادة الجنوبية، يارون فينكلمان، ورئيس شعبة الشؤون الإستراتيجية في جيش الاحتلال، إليعازر توليدانو، وقادة الفرق العاملة في القطاع.
وفي كلمة وجهها لعناصر لواء “غفعاتي” في جيش الاحتلال المتمركز في محيط قطاع غزة، قال غالانت: “أنتم الآن ترون غزة من بعيد، وقريبا سترونها من الداخل. ستصدر الأوامر”، وذلك في إشارة إلى اجتياح قريب للقطاع، وقال “الحرب لن تكون سهلة، بل صعبة للغاية، وستستغرق وقتا، ولكننا سنقضي على حركة حماس”.
كما تحدث نتنياهو لعناصر من الكتيبتين 51 و13 في لواء “غولاني” في مناطق تجميع القوات على مشارف قطاع غزة، وقال إن “شعب إسرائيل بأكمله يقف خلفكم، وسنوجه الضربة القوية لأعدائنا حتى نحقق النصر”، جاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن الأخير “تحدث إلى الجنود واستمع منهم عن روحهم القتالية”. وأضاف البيان أن نتنياهو تحدث مع قائد القوات البرية، تامير يدعي.
وتأتي هذه التحركات قبل انعقاد المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت الموسع) في وقت لاحق، مساء اليوم، علما بأن “كابينيت الحرب” المصغر كان منعقد طوال يوم أمس، بما في ذلك بمشاركة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي شارك لمدة ثلاث ساعات في مداولات أمنية؛ وخلالها أبلغه المسؤولون الإسرائيليون أنه “لا مفر من اجتياح قطاع غزة برا”.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن خطط الاجتياح البري ستعرض على الكابينيت الموسع، بما في ذلك التقديرات بأن “العملية البرية” للقطاع المحاصر، في إشارة إلى غزوه، “ستستغرق أشهرا”، وذلك في ظل الدعوات الإسرائيلية إلى تدمير تام لمناطق واسعة في القطاع بواسطة الغارات الجوية المكثفة، لإعداد مسارات للوقات البرية، في محاولة لـ”تقليل الخسائر”.