وطنا اليوم – لما شطاره
نظمت هيئة الإعلام المرئي والمسموع بتوجيهات مديرها الأستاذ بشير المومني وجامعة عجلون الوطنية ووكالة عجلون الإخبارية وبدعم وتشارك من وزارة السياحة والآثار و(تحت شعار الإعلام والتنمية المستدامة) ، رحلة لحشد غير مسبوق من الإعلاميين والصحفيين من مختلف وسائل الإعلام الأردنية والعربية والأجنبية وتهدف الزيارة إلى ابراز جمالية الأردن الطبيعية وتركيز الضوء على العديد من المناطق السياحية الموجودة في عجلون من منطلق أهمية ودور الإعلام المسؤول الذي ينقل الصورة والحدث بواقعية ويبرز الانجازات .
وبدأت الرحلة من امام مبنى هيئة الإعلام في العاصمة عمّان متوجهين الى شمـــــال المملكة الأردنية الهاشمية مرددين اغنية الفنان الأردني عمر العبداللات :
عَــــجلُون يَـا قِطعَة مِنِي
شُـــوقِي يَمِّك سَـابِـقنِـــي
جِــيت جـبَالِك يَــا عَجـلُون
يَــا رِيـحَـة فُــل ودَحــنُون
محطتنا الأولى كانت تحديداً الى جامعة عجلون الوطنية الخاصة إذ شاهدنا الصرح الجامعي الشامخ وتم اطلاق مبادرة عجلون اوكسجين الأردن خلال المؤتمر الصحفي .
ومن ثم توجهنا لتناول الفطور مستمتعين بإطلالة المكان على غابات عجلون الخلابة التي تبعث في النفس المسرة والحياة بعيداً عن اكتظاظ المدينة وازدحاماتها المرورية
خلال تجوالنا في عجلون كنا نشاهد على جوانب الطريق بعض المواطنين وهم يبيعون التين والعنب بأسعار اقل من العاصمة عمان .
عجلون بتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين ، شهدت تواجدًا حضاريًا يعود إلى العصور القديمة تعتبر آثار الماضي العريق جزءًا هامًا من سحر عجلون وقمنا بزيارة كنائس مار الياس ، وهي احد مواقع الحج المسيحي في الأردن ، و الذي أقره الفاتيكان كموقع المغطس ومن أهم أثار الموقع ، دير مار إلياس وهو المكان الذي صعد منه النبي إيليا إلى السماء ، وكرس الدير للرهبان ، والكنائس التي تم العثور عليها في الموقع رصفت أرضيتها بالفسيفساء الملونة .
شاهدنا خلال مسيرنا شجرة الأمنيات وهي شجرة تمتلك قيمة دينية أو روحانية مخصوصة ، يتوافد الناس إلى هذه الشجرة لتحقيق أمانيهم واستجابة دعواتهم ، من خلال تعليق أقمشة أو شرائط ملونة أو أوراق يكتب عليها ما يتمناه .
اكملنا رحلتنا لزيارة مبنى الأكاديمية العلمية الملكية لحماية الطبيعة والذي يغطي محمية غابات عجلون التي يتراوح ارتفاعها ما بين 600-1100 متراً فوق سطح البحر، وتحتوي على سلسلة من الأودية المتعرجة.
وتتمثل أهميتها البيئية بتمثيلها لنمط غابات البلوط دائمة الخضرة فإن المنطقة تسودها اشجار الخروب و البطم الفلسطيني والقيقب وعدد من أنواع الزهور البرية مثل السوسنة الارجوانية و أزهار الأوركيد والتوليب البري ، لدى المحمية أحد أكثر برامج التواصل والتوعية الشعبية تأثيراً بين مختلف المحميات في الأردن، هذا الأمر أدى لرفع وعي المجتمعات المحلية التي تقطن المنطقة حول أهمية المحمية وحمايتها، ولهذا السبب تمكنت الجمعية من إطلاق عدد من المبادرات بالتعاون بين المحمية والسكان المحيطين بها.
كما وشاهدنا داخل مبنى الأكاديمية العلمية الملكية بيت البسكوت وبيت العسل وبيت الصابون الذي يهدف الى تعزيز الإقتصاد المحلي في المنطقة ويتم تحضير البسكويت والحلويات المعدة يدوياً بوصفات اردنية وصحية بزيت الزيتون والعسل الطبيعي .
وفي آخر محطاتنا كان لا بد لنا من زيارة تلفريك عجلون التي انشأته المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية من خلال القاطرات الكهربائية المعلَّقة في الهواء ووفرت المشاهدة الممتعة لجزء من طبيعة محافظة عجلون الآسرة التي تمتد على أكثر من 34 بالمئة من مساحتها.
عندما صعدنا الى عربات التلفريك لم نشعر بالخوف احسسنا بالآمان واستمتعنا جداً بمشاهدة الغابات وقلعة عجلون التاريخية الكبيرة من الأعلى لمدة تجاوزت العشر دقائق فكانت مغامرة تستحق التجربة وفي غاية الروعة والجمال .
في جميع اماكن الزيارة المرافق ممتدة وتشمل مطاعماً و مقاهي وفي محطة التلفريك يوجد سوق تجاري .
وفي ختام رحلتنا تناولنا الغداء في احد مطاعم عجلون ومن فوق قمم الغابات لوحنا لعجلون بإنتهاء رحلتنا و استذكرنا قول د. شفيق ربابعة في وصف عجلون وضواحيها :
عجلون يا فخر المدائن والربى
فيك النسيم مُحبّبٌ لفؤادي
فالأهل في عجلون أرقى معْشرا
بوداعة ومسرّةٍ وودادِ .