وطنا اليوم: ما بين الامس واليوم، حكاية وطن بحجم العالم ، وطن نتعلم منه الصمود و التضحية ، فيه تُختصر كل معاني العزة والكرامة وحب الارض .
فلسطين الحلم والامل ، كانت ولا زالت في وجدان الامة قدرا نغمض اعيوننا على امل عودته الى الحضن العربي حرا كاسرا لقيود المغتصب المحتل .
ما بين الشقيقتين الاردن وفلسطين علاقة روح ودم لا تفسخها اي عراقيل او تحديات ،، وبداخلي كنت اطوق دائما للسفر اليها الى ان جاءت الفرصة المناسبة ، المؤتمر الاقتصادي الرابع والذي جاء بتنظيم من ملتقى رجال الاعمال الفلسطيني الاردني تحت عنوان ” التمكين الاقتصادي ”
لم يكن السفر الى فلسطين كالسفر الى اي دولة في العالم ،، دولة اختصرت في داخلي عالما مشبعا بالفخر والانفة ، ما رأيته بالخليل من تكاتف وتحمل للمسوؤلية الاجتماعية ، لم اره من قبل ،، فقد لا ترى جائعا بالمدينة ،، اشخاص يعلمون جيدا كيف يكون الاستثمار بالمواطن والمواطن ، وما الاحتلال سوى تحدي خلق بداخلهم قدرة هائلة على تشكيل الاقتصاد و الوقوف الى جانبه ، عملوا على انشاء المستشفيات لرعاية المرضى المحتاجين، صنعوا ائتلافات اقتصادية ما بين التجار لتنفيذ مشاريع ضخمة تخدم الدولة ، والتي قد لا يستطيع مستثمر واحد القيام به منفردا ،، ففي مدينة الخليل ترى اشخاصا خرجوا من عقلية الدولة ليصنعوا من الالم امل ومن التحدي فرصة .
وخلال المؤتمر والذي جاء لبحث تعزيز التعاون بين أصحاب الأعمال الأردنيين والفلسطينين بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في تطوير بيئة الاستثمار بين البلدين الشقيقين ، كنا اهل بيت ومعزبين على ارض جبلت بالتضحيات والكرامات من دماء الشعبين الشقيقين الفلسطيني والاردني ، ولا اريد ان أكد المؤكد بأن الوحدة الاردنية الفلسطينية قدر ومصير .
في هذه الزيارد تنقّلت الى اكثر من مدينة فكانت عكا صامدة على اسوارها كما هي الصورة الحاضرة بالوجدان ،، ويافا وحيفا تقبع في انفاسها لفحات البحر الابيض المتوسط والتي فيها عبق تاريخ مضى وتاريخ سيأتي .
واريحا ورام الله و البيرة وطولكرم ونابلس كل لها قصه وعالم خاص ، تراقب وتترقب حدث وبصيص امل يكون به الخلاص ،، هذا الشعب خلق ليعيش شعب ،، يعلم اطفاله ان الارض هي العرض والشرف والكرامة ، وان الموت فداءً للوطن حياه وعز ، فتراه امام البندقية فارسا لا يهاب الموت .
أما القدس مركز الديانات السماوية الثلاث ، وأولى القبلتين ، والتي اسرى الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة الى بيت المقدس ، والتي تعد مكان مولد سيدنا عيسى عليه السلام ، ومكان هجرة سيدنا موسى عليه السلام
القدس مدينة الحضارات فيها وهج والق خاص محاطة بهالة سماوية ، فيها المرابطون على امل التحرير والذين لا يُبيعون ولا يُباعون اهلها حراسها ، مدينة لا تنام ، والصلاة بالاقصى راحة لا تضاهيها راحة .
ستبقى هذه الزياره خالده في قلبي ووجداني فقد عشت ثمانية ايام من اجمل ايام حياتي
فسلام على فلسطين و سلام على شعبها الصامد الذي يستحق كل الاحترام والتقدير والذين لمثلهم ترفع القبعات ، بطيبتهم وحسن ملقاهم وضيافتهم وتشرفت بمعرفة الكثير منهم خلال زيارتي هذه وزملائي الذين شاركتهم بالوفد الاردني من اعضاء الملتقي الفلسطيني الاردني .
ولن انسي ان اشكر السفير الاردني عصام احمد البدور والقنصل ، الذين رافقوا الوفد في كل مكان طيلة فترة وجودنا في دولة فلسطين ، حريصين على امننا وسلامتنا.
ضيف الله حسين ابوعاقولة