تعرف على أسباب اختلاف الدول العربية في تحديد موعد عيد الأضحى

23 يونيو 2023
تعرف على أسباب اختلاف الدول العربية في تحديد موعد عيد الأضحى

وطنا اليوم:يحتفل المسلمون حول العالم بعيد الأضحى في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام بعد انتهاء وقفة عرفة، حيث يقف حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة لتأدية أهم مناسك الحج، بعد إكمالهم شعائر الحج كاملة قبل ذلك.
وفي هذا العام، 1444 هجري والموافق 2023 ميلادي، أعلن مركز الفلك الدولي في السعودية أنه تمت رؤية هلال ذي الحجة مساء يوم الأحد 18 يونيو/حزيران، وبهذا كانت غرة الشهر موافقة ليوم الاثنين 19 يونيو/ حزيران 2023. وعليه سيكون عيد الأضحى يوم 10 ذي الحجة 1444، الموافق ليوم الأربعاء 28 يونيو/ حزيران الجاري 2023.
ورغم أنّ الحج عرفة كما ورد في الحديث النبوي الشريف إلّا ان موعد عيد الأضحى قد يختلف من دولة لأخرى بسبب رؤية أو عدم رؤية هلال شهر ذي الحجة وهذا بالضبط ما حدث في المغرب وبروناي وإندونيسيا وماليزيا واليابان وسنغافورة، حيث خالفت هذه الدول السعودية واعلنت ان موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الخميس الموافق 29 يونيو الجاري.
وقد أجاب موقع الاسلام ويب القائم عليه علماء شريعة من السعودية عن سؤال حول اختلاف الدول الاسلامية في تحديد موعد وقفة عرفات وعيد الاضحى المبارك وتاليا نص الاجابة كما أوردها الموقع:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي عليه المحققون من أهل العلم أن الاختلاف في مطالع الشهور معتبر، ويكون ذلك في كل الشهور، ومن المعلوم أن بين المطالع تفاوتاً ملحوظاً، ومما يشهد لهذا الاعتبار ما رواه مسلم في صحيحه من حديث كريب مولى ابن عباس أن أم الفضل بنت الحارث بعثته في حاجة إلى معاوية بالشام، قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس ثم ذكر الهلال، فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه يوم الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت: فلا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ووجه الشاهد من الحديث يتضح في النقاط التالية:

1- أن المسلمين في ذلك الوقت دولة واحدة ومعاوية خليفتهم، وابن عباس ممن يقرون ذلك، فلو لم يكن اختلاف المطالع معتبرا لما وسعهم خلافه.

2- أن كريباً أخبر ابن عباس بأنه رأى الشهر ورآه الناس معه فصام وصاموا ولم يأخذ ابن عباس برؤيته، وكريب تابعي جليل من أفضل من روى عن ابن عباس وغيره من الصحابة، وقد خرجت له أحاديث كثيرة في البخاري ومسلم وغيرهما.

3- أن ابن عباس قال هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسب الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عليم بمدلول اللفظ وبخطورة نسبة شيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل به نصاً أو مضموناً.

4- اختلاف زمن غروب الشمس بين أهل الشام وأهل المدينة طويلاً، كما هو معروف.

وعليه، فلا لوم على المسلمين في أن يختلفوا في بداية الصوم ونهايته، وفي تحديد يوم عرفة ويوم العيد ما دامت مطالعهم مختلفة، لأن العبرة في دخول الشهر بالرؤية أو بإتمام الشهر ثلاثين يوماً، ويكون يوم عرفة ويوم العيد بالنسبة لمن بمكة غير يوم عرفة ويوم العيد بالنسبة لغيرهم ممن يختلف مطلعهم عنهم كالشام أو غيرها، وإذا تأخرت رؤيتهم للهلال عن رؤية أهل مكة مثلاً فلا يقال إنهم صاموا يوم عرفة في يوم العيد وصومه ممنوع، لأنه لم يكن قد دخل يوم العيد عندهم حتى يقال عنهم إنهم صاموا يوم العيد، وأما أهل البلد الواحد المتحد المطلع فيلزمهم أن يتحدوا في الصوم والعيد إذا رأوا الهلال أو أتموا الشهر فيصوموا أو يضحوا في يوم واحد باعتبار ثبوت الهلال لديهم، أو إكمال عدة الشهر، ولا يصح أن يوافقوا أهل البلد الآخر، ولا يصح أن يختلفوا ويتفرقوا في هذه الحالة، لما ثبت في سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصوم يوم تصومون، والإفطار يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون.
وأما إذا لم يتم الشهر عندهم، ولم يروا الهلال، وأعلن غيرهم عن دخول الشهر أو خروجه ممن يخالفونهم في المطلع، وأخذ بعض الناس برؤيتهم أخذاً بمذهب أكثر الفقهاء القائل بعدم اعتبار اختلاف المطالع، فقدم صومه أو فطره معهم قبل أهل بلده فلا ينكر عليه، لأنه آخذ بقول معتبر لأهل العلم.
والحاصل أن الأمر فيه سعة ولله الحمد.
والله أعلم.