وطنا اليوم:أثار عضو مجلس النواب المصري، والإعلامي، مصطفى بكري، جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي بتوجيهه نداء لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، من أجل السماح للحجاج المصريين باستخدام الجنيه المصري بدلا من الريال السعودي.
وقال بكري في برنامجه الذي يقدمه عبر قناة “صدى البلد”: “أود أن أقول شيئا بخصوص أهلنا الحجاج المصريين، لدينا مشكلة في الريال السعودي هنا، فالناس تجد صعوبة بإيجاده والخوف من أن يأخذ (الحجاج) بطاقة السحب فيحدث فيها خلل ما”.
وأردف النائب المصري قائلا: “لذلك، لدينا رجاء إلى سمو ولي العهد محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء ولي عهد المملكة العربية السعودية… أتوجه له بهذا النداء بأن يسمح للحجاج المصريين بالتعامل بالجنيه المصري خلال فترة الحج”.
وأضاف بكري قائلا: “سيحل هذا الأمر أزمة كبيرة جدا لمشاكل ناس كثر لأن لدينا أزمة ومشكلة في إيجاد الريال السعودي وفي العملة الحرة بشكل كامل، فنتمنى بالفعل أن المملكة العربية السعودية البلد الشقيق وسمو ولي العهد محمد بن سلمان رئيس الوزراء أن يتخذ هذا القرار حماية لكثير من المصريين الذين يعانون من أزمة حقيقية في الريال السعودي… مصاريفهم خلال فترة الحج”.
وختم النائب المصري قائلا: “نتمنى بالفعل أن نلقى استجابة من سمو ولي العهد لأننا تلقينا هذه الشكوى من كثير من المسافرين لأداء فريضة الحج وآخرين تحدثوا إلينا من المملكة العربية السعودية”.
تصريحات الإعلامي مصطفى بكري لم تعجب رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، الذي كتب على “تويتر”: “من فضلك ارحمنا”.
وأرفق ساويرس بتغريدته على حسابه الرسمي مناشدة بكري لولي العهد السعودي ليكتب “بهدلتنا (أسأت إلينا)”، تعليقا عليها.
وأثارت دعوة بكري موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر نشطاء أنها تسيء إلى سمعة مصر وللحجاج المصريين.
وفي ظل تراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر في ظل شح الدولار، ارتفعت أسعار الحج المعلنة من وزارة السياحة والآثار المصرية التي تجاوزت الزيادة فيها عن العام الماضي الـ100 بالمئة.
وسجلت أسعار الكلفة الإجمالية لحج القرعة العام الماضي نحو 94 ألف جنيه (3042 دولاراً أمريكيا) فيما ارتفعت هذا العام إلى نحو 175 ألف جنيه (5663 دولاراً أمريكيا) بزيادة 100 في المئة، أما أسعار الحج السياحي، فقفزت من 193 ألف جنيه (6246 دولاراً أمريكيا) إلى نحو 310 آلاف جنيه (10032 دولاراً أمريكيا) للموسم الجاري.
ينتظر آلاف الحجاج في مصر انتهاء أزمة شح الريال السعودي الذي فشلت البنوك المصرية في توفيره لتأشيرات الحج السياحية حتى الآن، في ظل حالة من القلق المتزايد بشأن إمكانية إلغاء الحجوزات أو عدم القدرة على توفير العملة الصعبة والخضوع للسوق السوداء التي وصل فيها سعر الريال مقابل الجنيه إلى 11 جنيهاً، وهو ما يضعهم أمام تكاليف إضافية بجانب الارتفاع غير المسبوق في أسعار رحلات الحج السياحي في مصر هذا العام.
يذكر أن سعر الريال السعودي داخل البنك المركزي المصري سجل 8.26 جنيه للبيع ونحو 8.22 جنيه للشراء، وهو ما يعني أن قيمته في السوق السوداء تزيد على 33%.
السوق السوداء هي الملاذ الأخير
يوضح أمير مدحت (50 عاماً) أن شركة السياحة التي من المفترض أن يؤدي معها مناسك الحج هذا العام، تواجه أزمة في إتمام حجوزاتها في الفنادق السعودية.
وأضاف: “أبلغتنا الشركة بأنه قد يتم إلغاء الرحلة إذا لم تحل أزمة توفر الريالات خلال هذا الأسبوع. وفي المقابل، فإننا نحاول بشتى الطرق توفير الريالات المطلوبة، ولا يوجد بنك حكومي أو خاص لديه ريالات سعودية، وكذلك الوضع بالنسبة لشركات الصرافة التي تمنح الحاج فقط 500 ريال كحد أقصى، وهو مبلغ لا يكفي، كما أنها تشترط على الحاج أن يكون لديه تذكرة مسددة الرسوم”.
وتابع أن السوق السوداء يعد الملاذ الأخير، مشيراً إلى أن عدداً من شركات السياحة اقترحت زيادة أسعار الرحلات مقابل إتمامها، وأن الحجاج انقسموا بين مؤيد ورافض والأقرب هو الموافقة على زيادة سعر رحلة الحج مع ضيق الوقت.
وأوضح أن سعر الريال في السوق السوداء تخطى 11 جنيهاً، وفي بعض المناطق وصل إلى 12 جنيهاً، والبعض يطالبنا بالحصول على دينار كويتي واستبداله بالريال السعودي مع الوصول للأراضي السعودية.
وخلال الأيام الماضية تقدمت 280 شركة سياحية بطلبات إلى وزارة السياحة، لتنسيق تراجعها عن المشاركة في موسم الحج هذا العام، ورد المبالغ التي حصلوا عليها من المواطنين، بعدما عجزوا عن توفير الريال السعودي، بحسب تصريحات صحافية لرئيسة الإدارة المركزية للشركات السياحية بوزارة الآثار والسياحة سامية سامي، التي أشارت إلى أن إجمالي الشركات المشاركة في موسم الحج هذا العام 600 شركة، وحال انسحاب الشركات المتعثرة سيشهد الموسم خسائر بنحو 48%.
حلول سريعة
وكشف مصدر بوزارة السياحة عن أن أزمة توفير الريال لا تقتصر فقط على شركات السياحة، وأن وزارتي الداخلية والتضامن واجهتا صعوبات في توفيرها قبل تدخل رئيس الوزراء لتوفير الريال السعودي لدى البنك الأهلي، وأن الأزمة تكمن في عدم قدرة بنك مصر الذي أودعت فيه شركات السياحة أموالها على توفير الريال.
وأكد أن الوزارة تناقش حالياً مع البنك المركزي المصري سرعة توفيره في محاولة لتقليل الخسائر التي قد تكون فادحة على الشركات والحجاج أيضاً، وأن السبيل الأقرب يتمثل في توفير جزء من الأموال عبر البنوك المصرية إلى جانب التواصل مع هيئات سعودية تشارك في تنظيم موسم الحج من أجل تمكين الشركات المصرية من حجز السكن والنقل والطوافة من داخل المملكة.
ولفت إلى أن التحرك الأهم يتمثل في التعامل سريعاً مع شركات السياحة التي لن تتمكن من توفير الريالات عبر البنوك الحكومية أو شركات الصرافة ونقل الحجاج إلى شركات أخرى لديها فائض من العملة الأجنبية حتى لا تضيع فرصة الحج على المتقدمين، لكنه في الوقت ذاته توقع أن تقود الأزمة لإلغاء رحلات عدد ليس بالقليل من الحجاج.