وطنا اليوم – صاحب مسلسل التغريبة الفلسطينية، المخرج السوري الكبير حاتم علي في ذمة الله.. الذي ارتقى إلى الرفيق الأعلى صباح اليوم الثلاثاء، 29 ديسمبر، في القاهرة عن عمر ناهز السابعة والخمسين، بعد أن أدّى الرسالة وحرث الفضاء العربي بالرواية الفلسطينية الحقيقة لنكبة فلسطين عام 1948كما كتبها المبدع الفلسطيني الدكتور وليد سيف وفق تجربته الفلسطينية الواقعية، بعد أن نظفها من الشوائب والأضاليل، وقد ترك المسلسل أثره الكبير في الوعي العربي وجعل الصهاينة في خيبتهم يعمهون، فلا يصدقهم إلا المطبعين.. وبهذا العمل الاستثنائي يكون الراحل الكبير قد جير كل إمكانياته الفنية لتعزيز الموقف الثقافي المقاوم.
ولا ننسى في سياق منجزه الثقافي، مسلسل الزير سالم والذي يُعد نقطة تحول في مسيرة هذا الفنان. كذلك الرباعية الأندلسية. وقد تم دبلجة مسلسله صلاح الدين الأيوبي وعرضه في ماليزيا وتركيا واليمن والصومال.
وحاتم علي ولد في الثاني من يونيو عام 1962 وقد بدأ حياته بالكتابة المسرحية وكتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة. حاصل على إجازة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق قسم التمثيل عام 1986. عضو في نقابة الفنانين السوريين. متزوج من الكاتبه السورية دلع الرحبي.
على صعيد الكتابة القصصية صدرت له مجموعتان، هما: “ما حدث وما لم يحدث” و”موت مدرس التاريخ العجوز”.. وفي مجال السيناريو، ألف فيلم زائر الليل الذي أخرجه محمد بدرخان كما كتب مسلسل القلاع الذي أخرجه مأمون البني وألف فيلم تلفزيوني بعنوان الحصان أخرجه بنفسه وشارك في كتابة فيلم آخر الليل مع الكاتب عبد المجيد حيدر.
بدأ حاتم علي حياته الفنية كممثل مع المخرج هيثم حقي في مسلسل دائرة النار 1988، ثم توالت مشاركاته في الأعمال الدرامية التي جسد شخصيات مختلفة، تتنوع بين الأدوار التاريخية والبدوية إلى الشخصيات المعاصرة بأنماط متعددة. وله لوحات كوميدية مع الفنان ياسر العظمة.
توجه إلى الإخراج التلفزيوني في منتصف التسعينات، حيث قدم فلمين من الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة وثلاث مسرحات، وعدداً من الثلاثيات والسباعيات، وفي مرحلة متقدمة قدم مجموعة من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية التي بلغت (24)مسلسلاً، وحصل الراحل الكبير على سبع عشرة جائزة كأفضل مخرج أو عن أهم أعماله.. مثل أفضل مخرج عن مسلسل صقر قريش من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون، وجائزة أدونيا للدراما السورية عن التغريبة الفلسطينية وأحلام كبيرة – 2004، وجائزة أدونيا للدراما السورية عن ملوك الطوائف وعصي الدمع – 2005، وذهبية مهرجان تونس للاذاعة والتلفزيون عن المسلسل التاريخي ملوك الطوائف.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.. وبهذا الخبر تكون الدراما العربية قد خسرت إحدى أيقوناتها الوطنية الفريدة.