شعر أبو عربي إبراهيم أبو قديري
ربّاهُ إني قد أتيتُكَ تائبا
حاشاكَ يَرجِعُ مستجيرُكَ
خائِبا
ثقُلتْ ذنوبي قد عَيِيْتُ بحملِها
فطرقتُ بابَكَ باسمِ عفوِكَ طالِبا
وبكَ الرجاءُ بكَ النجاةُ ورحمةٌ
تبلى الحبالُ يظلُّ حبلُكَ غالِبا
لا تُخْزِني يا ربِّ يومَ قيامةٍ
وأنا أنوءُ مَعاصياً ومَثَالِبا
إني ألوذُ بنورِ وجهِكَ نادِماً
مُتوسِّلاً دمعي هَمَى مُتَساكِبا
أنا ما عصيتُكَ جاحِداً ومُعانِداً
لكنهُ ضَعفي أَمامَ رغائبا
أخشى مقامَكَ وحشةَ القبرِ التي
فيها استغيثُ بنورِ وجهِكَ ثاقِبا
المرءُ يلهو غافلاً تلهو بهِ
دنياهُ والأملُ الغَرورُ مُداعِبا
العمرُ والأرزاقُ مكتوبانِ في
قدَرٍ وليس شطارةً ومَواهِبا
أََدنو ويقتربُ الرحيلُ مُودِّعاً
هذي الحياةَ مَلاعِبا ومَتاعِبا
لا حدَّ للدنيا إذا طاوعتَها
إنْ نِلْتَ قِسطاً قد فتحتَ مَطالِبا
ولقد ركضتُ كما الكثيرُ وراءَها
فوجدتُها وهْماً سراباً كاذِبا
فيها جهلتُ سهوتُ قد قصّرتُ في
حقِّ العبادِ وفي العبادةِ غالِبا
لكنني جاهدتُ نفسيَ صادقاً
خاصمتُها لوماً لها ومُعاتِبا
حيناً أُروِّضُها فأغلِبُ أمرَها
حيناً هواها يَستبدُّ مُغالِبا
ربّاهُ ألهِمْني الرشادَ هدايةً
وعلى الصراطِ المستقيمِ مُواظِبا
أنزلتَهُ ديناً حنيفاً واحداً
وتشعَّبَ الُأقوامُ فيهِ مَذاهِبا
ثَبِّتْ فُؤادي حينَ أُسْأَلُ ساعةً
والقلبُ يرجفُ خائفاً مُتَواثِبا
أنتَ السميعُ وأنتَ تُبصِرُ حالتي
وبدمعِ نبضِ القلبِ جئتُ مُخاطِبا
ربّاهُ تعلمُ لم أُجارِ ظالِماً
يوماً ولا استجديتُ منهُ مَناصِبا
وإذا ظَلمتُ فإنَّ عفوَكَ واسعٌ
أسماؤُكَ الحُسنى تَفيضُ مَناقِبا
أكرمتَني ورزقتَني أنعمتَ كمْ
فرَّجتَ هَمّاً قاتِلاً ومَصاعِبا
سُبحانَكَ اللهمَّ ربّاً خالِقاً
أَحَداً أَجَلْ صَمَداً أَتيتُكَ تائِبا
فَامْنُنْ عليَّ برحمةٍ أَغدو بها
مِنْ حوضِ مَنْ وُهِبَ الشفاعةَ شارِبا
واجعلْ رِضاكَ مدى حياتي غايتي
فإذا رضيتَ فلا أُحاذِرُ غاضِبا
أرجوكَ مغفرةً وعفواً رحمةً
أرجوكَ ربّاً للمكارمِ واهبا