شعر أبو عربي إبراهيم أبو قديري
الشعرُ منهُ اللظَى والجمرُ والحِمَمُ
والسلسلُ العذبُ والأزهارُ والنغَمُ
منهُ العَصِيُّ على الترويضِ يأنفُهُ
مهرٌ جموحٌ فليسَ الدهرَ يلتجِمُ
منهُ الذليلُ أسيرٌ في توسُّلِهِ
عبدٌ وأبياتُهُ مُنقادَةٌ غَنَمُ
وبينَ هذا وذاكَ الناسُ قد فُطِروا
تقاسموا الدربَ والأهواءَ وانقسموا :
فذاكَ ضحّى دفاعاً عن عقيدتِهِ
وأخو التكسُّبِ أغوى شعرَهُ الصنمُ
شتّانَ ما بينَ مأجورٍ لطاغيةٍ
وبين حرٍّ لصوتِ الحقِّ يحتكمُ
بالسيفِ والقلمِ المصباحِ يقظتُنا
فكيفَ ننهضُ لا سيفٌ ولا قلمُ؟!
ما حيلةُ السيفِ في الهيجاءِ وا أسفا
عندَ النزالِ إذا السيّافُ منهزِمُ
رسالةُ الشعرِ بالتقوى مقدسةٌ
(إقرأْ)) مبادؤُها و((النونُ والقلمُ))
الشعرُ نهجٌ مناراتٌ وبوصلةٌ
وبالمديحِ الرخيصِ القصدِ ينهدمُ
نِعمَ القريضُ سلاحاً في مجابهةٍ
يستلُّهُ فارسٌ بالشعبِ ملتزِمُ
للشعرِ في هذهِ الدنيا رسالتُهُ
لا كان شعرٌ لغيرِ الحقِّ يحتكمُ
وأعذبُ الشعرِ في الأسماعِ أكذبُهُ
وأصدقُ الشعرِ ما بالشعبِ يلتحمُ
أبياتُه رايةٌ بالعزِّ خافقةٌ
في موطنٍ فوقَهُ الإنسانُ محترَمُ
سيوفُ أمتِنا في الغمدِ نائمةٌ
كم حرةٍ لم يُغِثْها اليومَ معتصِمُ
كم شاعرٍ هائمٍ في مدحِهم طمَعاً
أين الضميرُ وأين الوعيُ يا قلمُ؟!
يا شعرُ يا نبضُ إنَّ الناسَ ضيَّعهم
عهدٌ ظلومٌ وأبواقٌ لمن ظَلَموا
كيف السبيلُ حيارَى قد تقاذَفَهم
منافقون وإعلامٌ لهم قَزَمُ
والحقُّ يصدعُ : ما التدبيرُ في زمنٍ
يُدْني المنافقَ والأحرارُ تُتَّهَمُ
والانتماءُ يُعاني في مصيبتِهِ
والشعبُ يغتالُه الإذلالُ والألمُ
كم من كبارٍ صغارٌ في حقيقتِهم
باعوا المواطنَ والأوطانَ والْتهَمُوا
تغدو الرعايةُ رعياً في مبادِئهم
وحسبُهم أنهم أرزاقَنا غَنِموا
كلُّ المناصبِ والأموالِ زائلةٌ تبقى الخطيئةُ والإفلاسُ والندمُ
إملأْ يراعَك من نبضِ الجياعِ ومن
نبعِ الكرامةِ حتى يطربَ العلَمُ