شعر أبو عربي إبراهيم أبو قديري
( من وحي المناسبات الدينية والوطنية سنوياً )
طيفٌ يمرُّ سريعاً ثم يحتجبُ
تصفو السماءُ فلا برقٌ ولا سحبُ
ونوهمُ النفسَ بالتضليلِ نخدعُها
أن الكفاحَ ذُرا أنواعِهِ الخُطبُ
إن قام منا خطيبٌ في مناسبةٍ
أمسى مريضاً كليلاً هدّهُ التعب
يغفو قريراً فلا همٌّ يُؤرٌقُهُ
قد أطلق الخطبةَ العصماءَ تلتهبُ
إنا عُراةٌ فما يُجدي لعورتِنا
من لعنةِ الحقِّ لا توتٌ ولا عنبُ
نحن اغتربنا خرجنا من أُرومتِنا
لم يشعلِ النارَ فينا الهمُّ والنُّوَبُ
كاننا غابةٌ لا شيءَ يحرسُها
وكلُّ غازٍ بفأسٍ جاءَ يحتطبُ
الشمسُ في قبضةِ الجلادِ مظلمةٌ
والبدرُ خلفَ ضبابِ الزيفِ محتجبُ
والسيفُ في مُتحفِ الآثارِ مُتّهَمٌ
يستلُّهُ اليومَ فنّانٌ له أربُ
حتى الجيادُ على الهيجاءِ باكيةٌ
فليس يُطربُها لهوٌ ولا لعبُ
لو قد أفاق صلاحٌ خالدٌ مثلاً لبات من حظنا المنكودِ ينتحبُ
اضحى حزيناً كسير القلبِ مكتئباً
قد هالهُ ما أتت تترى به الحِقَبُ
نلهو وأجملُ ما نبنيهِ في خطرٍ
لا يصنعُ المجدَ من لم يكوِهِ الغضبُ
والصادقون منارٌ فكرُهمْ حِمَمٌ
والغاضبون أُسُودٌ فعلُهم لهبُ
تسابقوا للمنايا وهي كالحةٌ
وفي الشهادةِ والتحريرِ قد رغبوا
اضحَوْا وقد صدَقوا الرحمنَ ما وَعدوا
وعطّروا أرضَهم بالروحِ تنسكبُ
ويكبرُ الطفلُ يمضي ليس يُرهبُهُ
في ظلمةِ الدربِ جيشٌ مجرمٌ لَجِبُ
ليولدَ الفجرُبالآمالِ زاهيةً
ويرقصَ النبعُ والأزهارُ والعُشُبُ
كما النخيلُ وذاك الأرزُ في وطني
سيفان ِما صدِئَتْ أوخانها تعَبُ
بغدادُ فوقَ سماءِ المجد هامتُها
تزهو فيورقُ في أعطافِها العربُ
لبنانُ أركانُهُ الشمّاءُ صامدةٌ
لم تحنِها النارُ والإعصارُ والعطبُ
ومكةُ النورِ بالإيمانِ عابقةٌ
تعانقُ القدسَ والآمالُ تقتربُ
للقبلتينِ مكانٌ في عقيدتِنا
مكانةُ القلبِ في اجسادِنا يجبُ
وفي الكفاحِ رفاقٌ بات
يجمعُنا همٌّ لذيذٌ وميلادٌ ومرتقَبُ
عضّتهمُ القوةُ الحمقاءُ فانتفضوا
في الخافقينِ لذاتِ الأمرِ قد وثبوا
تمضي إلى النصرِ والعلياءِ هامتُهم
بل قابَ قوسينِ أو أدنى قد اقتربوا
أأحلم اليومَ والرؤيا محرَّمةٌ
على العبيدِ لأن الأمرَ منقلِبُ؟!
أم أنه الفجرُ قد هلّتْ بشائرُهُ وزمرةُ الغدرِ والأشرارِ قد هربوا
للكرمِ للبيدرِ المعطاءِ حارسُهُ
لابد أن يُرجعَ الاعداءُ ما نهبوا
إنّ السياطَ عِصِيٌّ غيرُ مثمرةٍ ما عاد ينعشُها سحرٌ ولا كذبُ
هل الضحيةُ تهوى الذئبَ واعجبي
أيعبدُ المرءُ جلاديهِ ما ارتكبوا
كل اللصوصِ جُناةٌ من يملّكُهمْ
شبراً من الأرضِ أو زيتونةً سلبوا
لا يخنقُ البسمةَ البيضاءَ ممتعِضٌ
من الحقيقةِ أو من مسّهُ الجربُ
لا تعجبوا من زوالِ الليلِ مندحراً
أن لا يزولَ فذاكَ السخفُ والعَجَبُ