شعر أبو عربي إبراهيم أبو قديري
كم مسيحٍ في فلسطينَ يُعاني
كالفلسطينيِّ عيسى في الزمانِ
إنَّ ( أولادَ الأفاعي ) هكذا
يَرِثُونَ الشرَّ من جانٍ لِجانِ
صَلَفٌ منذُ البداياتِ و عانى
منهُ هارونُ وموسى الأَخََوانِ
ِ
والملايينُ على أخشابِهمْ
تنزِفُ العمرَ دِماءً وتُعاني
كُلّما المهدُ بكى ناقوسُهُ
صدحَ الأقصى حزيناً بالأَذانِ
تصبحُ الساعاتُ تحتَ القهرِ دهراً
والثّواني كسنينٍ لا ثوانِ
كم شهيدٍ وأسيرٍ و نبيٍّ
بينَ قتلٍ وعذابٍ وهوانِ
يرقصُ الجاني على أشلائِنا
وكأنَّ الموتَ عزْفٌ للأغاني
رأسُ عامٍ رجلُ عامٍ لا يُبالي
مشهدُ الجزارِ يغتالُ الأماني
كلّما عامٌ أطلّتْ رأسُها
غسلوها بدمٍ أحمرَ قانِ
إنْ بدا عامٌ جديدٌ علّقوا
رأسَ عامٍ في سِجلّاتِ الزمانِ
رُبَّ محتلٍّ طغى في جورِهِ
يصفُ الغزوَ كحجٍّ للمكانِ
فهلِ الميلادُ موتٌ أمْ حياةٌ
وعلى دربٍ من الآلامِ قانِ
يُعلنُ الميلادُ عمراً ذا حدودٍ
ويُضيفُ الموتُ عمراً غيرَ فانِ
نحنُ في القبرِ بذورٌ غافياتٌ
ترقُبُ البعثَ لنارٍ أو جِنانِ
كلّما اغتالتْ يدُ الشّرِّ إماماً
هَبَّ قِسٌّ رافِعاً صوتَ الأًذانِ
أيها الظامئُ بحثاً عن سلامٍ
وعن الحبِّ وعدلٍ وأمانِ
لن يدومَ الشرُّ وحشاً مُستبدّاً
ينشرُ الرُّعبَ ويغتالُ الأماني
فغداً يهبطُ عيسى هادياً
ويسودُ الخيرُ في باقي الزمانِ