وطنا اليوم – نظم المعهد الملكي للدراسات الدينية بالتعاون مع جامعتي بيرمنغهام البريطانية ولوند السويدية والأكاديمية البريطانية، مساء أمس الاثنين في مركز الحسين الثقافي التابع لأمانة عمان الكبرى، حفل ختام لفعاليات مشروع “روايات النزوح”.
واستهلت الفعاليات التي حضرتها وزيرة الثقافة هيفاء النجار، في رواق مسرح المركز، بافتتاح معرض الفن التشكيلي بعنوان “روايات النزوح” أنتجها لاجئون سوريون وعراقيون في ألمانيا وإنجلترا، ولاجئون سوريون في الأردن، واشتمل على 9 لوحات بالحجم الكبير، تعبر عن حكايات النزوح واللجوء القصري ومعاناة النازحين في بلدانهم إثر النزاعات والحروب.
وجالت النجار برفقة مديرة المعهد الدكتورة رينيه حتر، والمشرفة على المشروع الباحثة في جامعة لوند الدكتورة يافا شنيك على لوحات المعرض، واستمعت إلى شرح مفصل عن ما تعكسه وتعبر عنه اللوحات والمشروع ودوره.
وقالت النجار في كلمة ألقتها في مسرح المركز في افتتاح الحفل، إن عمان قلب الأردن، والأردن في قلب العالم ويشكل طاقة فريدة، منوهة بأن الهاشميين أسسوا الأردن على مبادئ إنسانية وعروبية وإسلامية.
وأضافت إن الأردن معطاء مؤمن بالتعامل الإنساني كما أنه مؤمن بإنسانه الأردني، ويمثل قصة صمود على امتداد عمر الدولة الأردنية، منوهة بدور الأردن في استضافة اللاجئين والنازحين، وتقاسم أبناء الشعب الأردني معهم لقمة العيش رغم ظروف الأردن الصعبة وإمكاناته المحدودة.
وأكدت النجار أن الأردن الذي تأسس على ثقافة التنوع والمحبة والتسامح والتفكير النقدي مستمر بنشر هذه الثقافة وسيبقى مصدر إشعاع لها.
وأثنت على الأعمال الفنية التي اشتمل عليها المعرض، لافتة إلى أن الفن يحمل القضايا الإنسانية، ويقدمها كحكايات بصرية لا تحتاج إلى لغة وأبجدية وإنما يعبر عنها باللون والخط.
وشددت النجار على مواقف الأردن الثابتة من القضايا الإنسانية، فهو من أكبر الدول المستضيفة للاجئين خلال العقود الماضية.
كما أثنت في ختام كلمتها على جهود المعهد في هذا المشروع.
وقالت الدكتورة حتر إن الفن والثقافة أحد أبرز المسارات لحمل مفهومي السلام واللاعنف وتعليمهما ونقلهما إلى الآخرين ونشرهما في المجتمع كله.
وقالت الباحثة شنيك في كلمتها إن “تجربة الهجرة القسرية واللجوء لم تكن سهلة وكانت مليئة بالتحديات وجلبت معها تحديات عديدة منها المرّة ومنها الحلوة”.
وقدمت الفنانة البريطانية رايتشيل جادسدن ضمن فعاليات الحفل على خشبة المسرح عرضا أدائيا فنيا صامتا بعنوان “سفن الصحراء” من خلال توظيف الرسم ونفذت خلاله ثلاث لوحات فنية عبرت فيها عن قصص اللجوء ومعاناة النازحين.
كما جرى تقديم عرض بصري على شاشة المسرح عن المشروع ودوره وبرامجه مع اللاجئين.
واختتمت الفعاليات بفقرة غنائية موسيقية تنهل من موروث بلاد الشام والأردن الغنائي، وشارك فيها غسان حمود (غناء) وبلال عشموطي على آلة الإيقاع وأصيل أبو سماقة على آلة العود وقصي سرور على آلة الناي؛ قدموا خلالها عددا من الأغنيات ومنها “تحت هودجها” و”أول عشرة محبوبي” و”يا سعد” و”لوح بطرف المنديل” و”وين ع رام الله” وغيرها.
وكانت اشتملت فعاليات المشروع على جلسات حوارية تخللها عرض لنتائج أبحاث عدد من الأكاديميين والفنانين من لبنان والأردن والسويد والمملكة المتحدة، ركزت على دور الفنون في العمل الإنساني ودراسة أثر الحروب والنزوح على حياة اللاجئين في الدول المضيفة.
وتعاونت مديرة المشروع الدكتورة شنيك، مع عدد من الجامعات والمراكز الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني المحلي لتنفيذه على مدى خمس سنوات ومنها جامعتي العلوم التطبيقية والجامعة الألمانية-الأردنية، ومنظمة “تغيير”، بالإضافة إلى المعهد.
–(بترا)