وزير الخارجية: نرفض أي تغييرٍ على ولاية الأنروا

23 سبتمبر 2022
وزير الخارجية: نرفض أي تغييرٍ على ولاية الأنروا

وطنا اليوم:ترأس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزيرة خارجية السويد آن ليندي، اليوم في نيويورك، اجتماعاً وزارياً لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا)، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش. وحضره عددٌ من وزراء خارجية وممثلي نحو أربعين دولة ومنظمة دولية، والمفوض العام للوكالة فيليب لازاريني.
وركز الاجتماع على وضع سياسات واستراتيجيات من شأنها ضمان استدامة تمويل برامج عمل الوكالة لتمكينها من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطنيين في مناطق عملياتها الخمس. وبحث الاجتماع أيضاً ضرورة استمرار الجهود لحشد الدعم للتصويت الذي سيتم في الجمعية العامة للأمم المتحدة على تجديد ولاية الوكالة في كانون الأول المقبل.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة خلال الاجتماع على محورية دور وكالة الأنروا في تعزيز الاستقرار الإقليمي، داعياً لتوفير التمويل الكافي والمستدام لها، مشيراً أنه وعلى الرغم من الدعم المقدر للمانحين على مدى السنوات الماضية، إلاّ أنه لا يزال هناك فجوة في التمويل تقدر بنحو ١٠٠ مليون دولار، وهذا مبلغ لا يقارن بما يقدم من دعم ومساعدات للأزمة الأوكرانية، داعياً المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته والعمل على تجسير هذه الفجوة التمويلية وسد العجز في موازنة الوكالة، مؤكداً بأن وكالة الأنروا تعد منظمة دولية فاعلة، وكفؤة في إدارة ميزانيتها.
وأضاف غوتيريش أنه ولولا الخدمات الحيوية التي تقدمها الأنروا لما كان هناك تعليم للأطفال وملجأ للعائلات، لافتاً إلى أن دعم الأنروا هو مسؤولية أخلاقية، وأن تعثر عملها من شأنه أن يؤدي إلى أن يسود الاحباط، ويوفر للتنظيمات الإرهابية بيئة خصبة للتجنيد.

وأكد الصفدي في مداخلة خلال الاجتماع على دور الوكالة المحوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مشدداً أنه لا غنى عن دور الوكالة وأنها عامل استقرار مهم في المنطقة.
وأكد الصفدي ضرورة استمرار الوكالة في تنفيذ ولايتها الأممية بالكامل، لافتاً لأهمية قيام المجتمع الدولي في توفير الدعم السياسي والمالي اللازم لوكالة الأنروا حتى تتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين.
وشدد الصفدي على ضرورة العمل بمبدأ التشاركية في تحمل الأعباء، مشدداً على استمرار عمل المملكة مع السويد والشركاء الدوليين والإقليميين لتوفير الدعم الذي تحتاجه الوكالة لضمان استمرار تدفق الدعم اللازم الذي تحتاجه.
وقال الصفدي أن المملكة التي تمثل الداعم الأكبر للوكالة وللاجئين الفلسطينين، ستظل تعمل مع الشركاء ووكالة الأنروا لضمان استمرار تقديم التمويل اللازم للوكالة وسد العجز في موازناتها.
وأكد الصفدي ضرورة العمل على وضع سياسيات واستراتيجيات وميزانية من الممكن التنبؤ بها عبر خطة تمويلية لمدة ٣ سنوات، وتمكين وكالة الأنروا من تمويل ميزانيتها البرامجية من الميزانية العادية للأمم المتحدة.
وشدد الصفدي على ضرورة وجود آليات تمويل طويلة الأمد، ومتعددة السنوات، تضمن للوكالة تقديم خدماتها الحيوية وفقا لتكليفها الأممي، مؤكداً رفض أي تغييرٍ على ولاية الوكالة وصلاحياتها، أو تجييرٍ لخدماتها المقدمة للاجئين، ومحذراً من تبعات استمرار العجز المالي المزمن الذي تمر به الوكالة سنوياً.
وأشار الصفدي إلى أن دعم الأنروا هو دعم لحق اللاجئين في الحياة الكريمة، مؤكداً أن وكالة الأنروا أثبتت مركزية دورها واستحالة الاستغناء عن الخدمات التي تقدمها، لافتاً إلى أن انعقاد هذا الاجتماع اليوم، والدعم الذي تظهره الدول المشاركة، يرسل رسالة للاجئين الفلسطينيين بأن المجتمع الدولي يقف معهم ومع حقوقهم ولن يتخلى عنهم.
وأكد الصفدي خلال الاجتماع أنه يجب ان تستمر الوكالة في تقديم خدماتها إلى حين حل قضية اللاجئين وفق القانون الدولي، وفي سياق حلٍ شاملٍ على أساس حل الدولتين الذي يُجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وثمن الصفدي ما قدمه المانحون والشركاء الدوليون من مساهمات في سبيل دعم ميزانية الوكالة مؤخرا.
وشكر الصفدي الأمين العام للأمم المتحدة على الجهود المتواصلة التي يبذلها لدعم الأنروا، وثمن دور مملكة السويد وشراكتها القوية والمؤثرة في جهود حشد الدعم لوكالة الأنروا، وشكر المفوض العام للوكالة والعاملين فيها على الجهود التي يبذلونها والخطط التي تضعها الوكالة لمواجهة التحديات الضاغطة التي تواجهها.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي أن الاجتماع اليوم يؤكد حرص المجتمع الدولي على دعم وكالة الأنروا ودورها الأساسي الذي لا غنى عنه، مشددة على أهمية توفير دعم مالي مستدام ومستقر للوكالة والتي هي في أمس الحاجة إليه حالياً لتتمكن من تقديم خدماتها في قطاعات التعليم والصحة والإغاثة وغيرها من الخدمات في مناطق عملياتها الخمس.
وتحدث المفوض العام لوكالة الأنروا لازاريني عن التحديات التي تواجه الوكالة وعجزها المالي، مستعرضاُ خطط الوكالة للأعوام القادمة، وجهود توفير الدعم اللازم لها.
ويُذكر أن الأردن يبذل وبالتنسيق مع الشركاء الدوليين والإقليميين جهوداً حثيثةً لتوفير الدعم اللازم لوكالة الأنروا وسد فجوة العجز المالي في موازنتها. وعمل الأردن والسويد معاً في السنوات الأخيرة لحشد الدعم السياسي والمالي للأنروا، حيث نظما منذ العام ٢٠١٨ عدة مؤتمرات واجتماعات دولية أسهمت بشكل رئيس في حشد الدعم للوكالة وتقليص العجز في موازنتها في السنوات السابقة من ٤٤٦ مليون دولار إلى ١٠٠ مليون دولار.