اشتباكات بين مواطنين وأجهزة السلطة الأمنية في نابلس

20 سبتمبر 2022
اشتباكات بين مواطنين وأجهزة السلطة الأمنية في نابلس

وطنا اليوم:توفي الفلسطيني فراس يعيش (57 عاماً)، فجر اليوم الثلاثاء، متأثراً بجروحه الحرجة التي أصيب بها برصاص قوات الأمن الفلسطينية في محافظة نابلس شماليّ الضفة الغربية المحتلة.
واندلعت مواجهات بين قوات الأمن والمئات من المواطنين الفلسطينيين الذين خرجوا في مسيرة رفضاً لاعتقال المطارد مصعب اشتية، من قبل قوة أمنية فلسطينية قرب دوار الشهداء في نابلس، أمس الاثنين.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس، بوفاة المواطن فراس يعيش، جراء إصابته برصاصة في رأسه، أدت إلى تهتك كبير في الجمجمة لدى يعيش الذي كان مارّاً في المكان.
وأصيب خمسة فلسطينيين آخرين بالرصاص، أخطرهم أنس عبد الفتاح. ووفق ذويه، فقد أخبرهم الأطباء بأنه إن نجا من الإصابة سيخرج مصاباً بشلل نصفي.
ولم يتوقف إطلاق النار طوال الساعات الماضية، حيث لا تزال الاشتباكات المسلحة تدور بين عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية والشبان في محيط البلدة القديمة في نابلس، احتجاجاً على اعتقال المطارد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي مصعب اشتية وشاب آخر من عائلة طبيلة.
وأغلق مسلحون محيط منطقة دوار الشهداء والمركز التجاري، وأعلنت بلدية نابلس والشركات والمؤسسات والبنوك التي تقع مقراتها في محيط الأحداث تعطيل الدوام فيها.
وكذلك أعلنت جامعة النجاح أنّ الدوام اليوم الثلاثاء، سيكون من بعد، فيما أعلنت العديد من المدارس الخاصة ورياض الأطفال اعتذارها عن عدم استقبال الطلاب.
إلى ذلك، أكدت عائلة المطارد لقوات الاحتلال مصعب اشتية الذي اعتقله الأمن الفلسطيني، في بيان صحافي، صباح اليوم الثلاثاء، أنّ قوات من جهاز الأمن الوقائي حاصرت مصعب ورفيقه المطارد عميد طبيلة، واعتدوا عليهما، الليلة الماضية، بعد نصب كمين لهم قرب كلية الروضة في مدينة نابلس، ونفت العائلة نفياً قاطعاً ما تروجه الأجهزة الأمنية الفلسطينية بأنّ العائلة سلّمته أو طلبت اعتقاله.
وقالت العائلة: “لقد تأكد لنا احتجاز مصعب في مقر المقاطعة، وعليه نحمّل السلطة المسؤولية حال نقله إلى مكان آخر، ونطالب بالإفراج الفوري عنه”.
كذلك حمّلت العائلة “الأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن حياة ابنها مصعب اشتية، وما تلا ذلك من أحداث واعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني”، مطالبة بـ”الاطمئنان على مصعب وعلى صحته بعد اعتداء عناصر الأجهزة الأمنية عليه”.
ونعت العائلة “المواطن فراس فارس يعيش الذي قتل إثر الأحداث المؤسفة وإطلاق الأجهزة الأمنية النار عشوائياً على أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة نابلس”.
وطالبت العائلة “الشرفاء والعقلاء بالتدخل فوراً لحقن الدماء والإفراج عن المعتقلين، ووحدة الصف أمام الهجمة الإسرائيلية”. وقالت إنّ “من العار على أجهزة السلطة أن تعتقل الشرفاء والمناضلين بعد أن فشل الاحتلال في اغتيالهم مرات عديدة”.
وقال والده، في فيديو جرى تداوله: “نحمّل الأجهزة الأمنية المسؤولية عن اختطاف ابني مصعب الذي لم يكن مطلوباً للأجهزة الأمنية في يوم من الأيام، وإنما هو مطلوب لأجهزة أمن الاحتلال”.
وتابع والد مصعب: “تفاجأنا بوجود كمين لإلقاء القبض على مصعب، واعتدوا عليه جسدياً واختطفوه، ونقلوه إلى مكان مجهول، وفق ما أكد لنا شهود عيان”.
وحمّل والد مصعب اشتية الأجهزة الأمنية مسؤولية الاحتجاجات التي جرت بعد اختطاف ابنه، والاعتداء على الناس، والتي قتل فيها المواطن فراس يعيش، ووقوع العديد من الإصابات إحداها خطيرة.
ودعا والد مصعب “الشرفاء والمؤسسات أن يكون لهم دور فعال، لأن الأمور قد تنزلق إلى أمور لا تحمد عقباها، حيث إن الشعب مع الحق، لكن الحقيقة مغيبة”، فيما دعاهم إلى الكشف عن مصير ابنه مصعب، وتساءل: “بأي صفة يعتقل ابني وهو غير مطلوب”.
واستنكر والد مصعب الدعاية التي قام بها الأمن الفلسطيني عن أنّ العائلة هي التي سلّمت مصعب لها، نافياً ذلك، وقال: “لقد تم اختطافه بالقوة والاعتداء عليه، ونحن لم نتوقع أن يكون مصعب بيوم من الأيام مطلوباً للأجهزة الأمنية الفلسطينية، لأننا أهل واحد وبلد واحد، وكلنا أصحاب قضية واحدة، ولكن هذا ما جرى”.