وطنا اليوم:اتحاد الناشرين- قال وزير الثقافة الأسبق الدكتور صلاح جرار إن القضية الفلسطينية لدى الشاعر الأردني عرار كان وجعا، وقضية ذاتية وشخصية له، حيث كان يرى ان فلسطين وطنه الذي كان شاهدا على مأساته، ومأساة شعبه، مضيفا أن حضور فلسطين في شعره جاء بعد الأردن أكثر من أي بلد عربي أخر، إضافة الى ما عاصره من احداث خطيرة بعد صدور وعد بلفور،وتأمر الصهيونية لاقامة وطن لليهود في فلسطين.
وأضاف خلال ندوة بعنوان “عرار رمزا للثقافة العربية” عقدت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب الذي يقام في المركز الأردني للمعارض الدولية- مكة مول مساء أمس الأربعاء، ان الحضور القومي في شعره جاء لاحساسه وانتمائه الى أمته العربية، و ومشاهدته لكل الاخطار التي تحدق بها، ووعيه وقراءته للمستقبل تجاه الخطر الذي يمثله الاحتلال ونواياه، حيث سجل الكثير من هذه الاشارات من خلال شعره، صاحب ذلك معرفته الواسعة بلفسطين جغرافيا، ومعرفته بالتاريخ اليهودي، ومتابعته للمساعي اليهودية لاستيلاء على فلسطين.
وأشار الدكتور جرار إلى ان عرار رغم اتساع ثقافته التاريخية فقد استغرق كثيرا بالواقع الزماني وتفاصيله، وركز على الواقع المحسوس بين يديه مع التنبيه للتحديات القادمة كشاعر منتمي لامته، حيث كان يتنبأ بالمستقبل ويستشرفه في شعره بحسن قومي عميق، صاحب ذلك شعوره بالمرارة من ما يحدث للامة وحالها وعلى وجه الخصوص في التعامل مع القضية الفلسطينية.
من جهته، قال الدكتور نبيل حداد الذي يشغل كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية في جامعة اليرموك، ان الشاعر عرار تحول الى مؤسسة ثقافية لانه يعكس الحالة النفسية والوجدانية لشعبه وأمته باصدق ما يكون خلال مرحلة التكوين لهذا الشعب خلال النصف الاول من القرن العشرين.
وأضاف ان الشاعر يمثل الخلق الاردني ان ما كان، وهو موجود الان في كمؤسسة ثقافية قائمة بذاتها ورمزا مضيء في سماء العروبة وسيظل رمزا للثقافة العربية بفضل وجود الكثير من الأندية والمنتيدات التي تعقد النودات التي تحمل اسم عرار، وكرسي عرار في جامعة اليرموك وبيت عرار، مبينا ان عرار حالة سردية وليس حالة شعرية فقط سيطرت على الكثير من المجالس التي قدمت النموذج الشعري للمجتمع، واستذكرت مكانته القومية والشعرية.
أما الدكتور عمر فجاوي استاذ الادب في الجامعة الهاشمية، فقال ان اختيار الشاعر عرار رمزا للثقافة العربية تشريف للمثقفين الاردنيين، داعيا الى المبادرة بالتوسع بالتحدث عن هذا الشاعر على المستوى العربي من خلال الفعاليات والأنشطة الثقافية التي يقوم عليها أهل الاختصاص.
وأضاف ان الأعمال الشعرية للشاعر عرار يجب ان تنقل الى اللغات الاجنبية الاخرى حيث ان المتصفح والمهتم يجد ان ما ترجم او ما كتب عنه نادر جداباللغة الانجليزيو، مع توفر كم كبير باللغة العربية يجب ان ينقل الى هذه اللغات.
وحسم الدكتور فجاوي مسالة الاسم “عرار” الذي يتداوله الكثير عن الشاعر الأردني الراجل، مبينا أنها “عرار” بكسر العين حيث ذكر الشاعر ذلك في اكثر من مكان تم تحقيقه من قبل اساتذة، انه شبه نفسه بالشاعر الأموي: عرار بن عمر بن شأس الأسدي.
وكان مستشار وزير الثقافة الدكتور أحمد راشد قد استهل الندوة بمداخلة قال فيها، ان عرار ابرز شعراء العرب في القرن العشرين، ولاثره في الشعر العربي اختارته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) رمزاً عربياً للثقافة للعام 2022، مضيفا أن الشاعر انحاز للمكان الاردني بشاعرية متميزة بافة تفاصيله، ونافح ضد الاستعمار، ومطالب الاستقلال، اضافة الى تقلده الكثير من المناصب من معلم الى حاكم اداري، ورئيس كتاب، ومدعي عام..الخ.