بروفيسورٌ إسرائيليٌّ: تكاثر العرب أخطر من النوويّ الإيرانيّ

30 أغسطس 2022
بروفيسورٌ إسرائيليٌّ: تكاثر العرب أخطر من النوويّ الإيرانيّ

وطنا اليوم:عمليًا، انتقلت إسرائيل من العنصريّة إلى الفاشيّة، وبات الحديث عن نكبةٍ ثانيةٍ للشعب العربيّ-الفلسطينيّ في الأوساط السياسيّة والإعلاميّة والأكاديميّة مشروعًا، وليس خارجًا عن قاعدة الإجماع الصهيونيّ، ويتفاقم الجدل والنقاش في ظلّ حالة الهلع والفزع من الخطر الديمغرافيّ، وتكاثر العرب في أرض فلسطين التاريخيّة، التي تُسّمى إسرائيليًا بأرض الميعاد أوْ أرض إسرائيل الكبرى، ولا يُخفي صُنّاع القرار خشيتهم من هرب الإسرائيليين إلى أوروبا، في حين يعتقِد البعض الكثير منهم أنّ الحلّ الوحيد والنهائيّ للمعضلة يتمثّل في طرد العرب للحفاظ على يهوديّة الكيان.
ويُعتبر البروفسور أرنون سوفير، أستاذ قسم الجغرافيا في جامعة حيفا، وسيرجيو ديللا فرغولا رئيس قسم الجغرافيا والإحصاء لليهود في الجامعة العبرية في القدس من أوائل وأفعل “المحاربين” على الجانب الديمغرافي ضدّ الفلسطينيين في إسرائيل، وسوفير هو الذي زرع في أذهان: الوزير السابق دان ميريدور ومن بعده رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون، وبنيامين بن أليعيزر وزير حربه، زرع ضرورة التصدّي العاجل لخطر القنبلة الديمغرافية الفلسطينيّة حيث كشف الإعلام العبريّ النقاب عن أنّ هذا الأخير كان يحتفظ بدراسة سوفير في مكتبه في الوزارة ويقوم بتطبيقها بناءً على أوامر من رئيسه شارون الذي سرعان ما اتّخذ مبادرة بناء الجدار العازل غير مكترث بأحدٍ في هذا العالم، ولاسيما بقرار المحكمة الدولية في لاهاي والذي جاء معلنًا بطلان شرعية هذا الجدار، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عنه وهدم ما بُني منه على الفور.
“في أرض إسرائيل فقدنا الأكثرية اليهوديّة، وهذه المعضلة لا تتصدّر الأجندة، وفقدان الأكثريّة لم يبدأ اليوم، بلْ في العام 1967″، قال البروفيسور سوفير، وأضاف أنّه وفقًا لتقديرات مكتب الإحصاء المركزيّ الحكوميّ الإسرائيليّ فإنّ عدد سكُان أرض إسرائيل (فلسطين التاريخيّة) سيكون في العام 2065 سيكون 31 مليون.
وتابع في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة، إنّ عدم الاهتمام فيما يتعلّق بفقدان الأكثرية اليهوديّة في أرض إسرائيل سببه أولئك الذين يعتقدون بحسب المعتقدات الدينيّة اليهوديّة أنّ اليهود سيبقون الأكثرية إلى الأبد، وأنّ حلّ المشكلة يتّم عن طريق طرد العرب، أمّا القسم الثاني من سُكّان إسرائيل، أيْ العلمانيين والمُتعلّمين، فإنّهم يُخططون للهروب من أرض إسرائيل، وفق توصيفه.
وشدّدّ على أنّ الإيمان الدينيّ باستمرار تواجد اليهود وتوقفهم من ناحية العدد، لا ينسحِب فقط على الشعب البسيط، بلْ على الكثير من صُنّاع القرار في الكيان، والذين يحتّلون مناصب عالية ووازنة في التخطيط وقوى الأمن وفي وزارة الزراعة وغيرها من الوزارات الحساسّة، لافتًا إلى أنّ الجهات التي تؤمن بأبدية الأكثريّة اليهوديّة هي الأقليّة، ولكنّها عمليًا هي التي تُقرر الأجندة الوطنيّة، على حدّ تعبيره.
ومضى قائلاً:”هذه الأقليّة تتجاهل وتنفي وتفرِض على الأرض وقائع لا عودة منها، و”تقودنا إلى كارثة لن نتمكّن، حتى ولو أردنا، التراجع عنها وتغييرها، وتحت شعار التمسّك بالضفّة الغربيّة، فإنّ هذه الجهات المهمّة والمسؤولة في الكيان تقودنا إلى فقدان الأكثرية في الجليل، القدس والنقب، والنتيجة ستكون فقدان أرض إسرائيل كلّها”، كما أكّد البروفيسور سوفير.
وهناك إجماع صهيونيّ على أنّ المشكلة الديمغرافية هي الخطر الأعظم الذي يتهدد أسس الدول العبرية، وبشيء من مفارقات السخرية والتهكّم يقول سوفير إنّه لا بأس من أن نُبقي حاجتنا منهم (للفلسطينيين) لجهة استخدامهم في جمع القمامة والعمل في البنية التحتية الرثة، وكذلك في توفير الخضار والفواكه لنا وكذلك الخدمة في المقاهي والمطاعم.
علاوة على ذلك، يقترح سوفير على عجل، لإنقاذ التدهور السكاني اليهودي في إسرائيل العمل على استيعاب أكثر من 200 ألف يهودي كل سنة. والأمر برأي سوفير يتطلّب وعلى جناح السرعة اتخاذ قرارات سياسيّة، صعبة ولا رجعة عنها، بدءاً مثلاً من الطرد الجماعي وكل ما خلا ذلك لا يفيد الإسرائيليين لا اليوم ولا غدًا، على حدّ تعبيره. وإذا كانت إسرائيل قد قامت إيديولوجيتها على مبدأ طرد السكان العرب وإحلال يهود مكانهم، فإنّ مخازنها اليهودية في الخارج بدأت بالنضوب لجهة إمدادها بالصهاينة الراغبين في العودة إلى ما يُطلقون عليها أرض الميعاد، الأمر الذي جعل سوفير وأصدقاءه يعلنون تعويم الترانسفير الجديد وطرد كل من فلسطينيي 1948 ومعهم فلسطينيو غزة والضفة الغربية أيضًا إلى الأردن والعراق وتوطين الفلسطينيين حيث هم في الدول العربية ودول العالم كافة.
وتحت عنوان (دولة تل أبيب تهديد لإسرائيل) كتب أرنون سوفير يقول: “إنّ إسرائيل ستُواجه خلال الـ 15 عامًا المقبلة مخاطر انهيار داخليّ مريع يتهددها أكثر من القنبلة النوويّة الإيرانيّة والجيوش العربية مجتمعةً، يتمظهر ذلك في فقدان السيطرة على أطرافها وفي إطار اختزال تمركز ذاتها في دولة تل أبيب”، على حدّ وصفه.