البحر الميت بحاجتنا

17 يوليو 2022
البحر الميت بحاجتنا

بقلم : المهندس محمد موسى الصقور                                                                                            في الآونة الأخيرة اصبح التغير المناخي وآثاره من أهم التحديات التي تشكل خطرا كبيرا على وطننا بجميع مكوناته الحية والغير حية فقد تركت ظواهر التغير المناخي ومخرجاته سواء كانت ظواهر طبيعية او نتاج الأنشطة الإنسانية  وعدم قدرتنا على التنبؤ للتكيف او التخفيف من آثاره أدت الى حدوث أزمة متنامية ذات أبعاد اقتصادية ومائية وصحية وغذائية وأمنية وأبعاد أخرى في وطننا  .

من أهم هذه التحديات انحسار مياه البحر وخصوصا بالعقود الأخيرة , فهذا البحر من الظواهر الطبيعية النادرة, ويعتبر أكبر منتجع صحي مجاني فهو يتميز بأنه اخفض منطقة على مستوى العالم حيث مستواه ما بين( 200م -410م) تحت سطح البحر الذي يجعله يتميز بمناخ دافئ في فصل الشتاء  فهو مشتى لكثير من السياح على المستوى الوطني أو العالمي.. ويوجد العديد من المعالم الأثرية والدينية في منطقة البحر الميت, مما يجعله يحتل مكانه عالية من السياحة الدينية كما يعتبر مكون أساسي للصناعة(الاسمدة ,مواد التجميل ) والسياحة العلاجية على مستوى العالم لما تحتويه مكوناته من مياه ذات تراكيز عالية في الملوحة وطينته بمعادن نادرة.

البحر الميت مهدد بسبب انخفاض كميات المياه التي تصب فيه, وخصوصا الرافد الاساس نهر الاردن فينخفض بمعدل (1م) سنوياً, ولقد زاد إلى( 1,4 م) عام 2012 وهذا الانخفاض ادى إلى تغيرات كثيرة بالتضاريس  واضرار لحقت  بالبنية التحتية (الطرق والجسور)واستخدام الرواسب المعدنية خاصة الفوسفات والبوتاس والأكثر خطرا الاعتداء الجائر من قبل دولة إسرائيل بسحب كميات كبيرة من مياه البحر الميت لاستخدامات صناعية وغيرها, وسحب  الحصة الاكبر من مياه نهر الاردن ومن الروافد التي تغذي النهر وضخها للجنوب .

انخفاض معدل الهطول المطري وارتفاع درجات الحرارة وانتشار تكاثر اشجار السلم التي تعتبر أفه يجب مكافحتها, ادى إلى جفاف كثير من ينابيع المياه التي كانت روافد تزود البحر بالمياه البحر الميت يحتاج خطة وطنية طارئة وشاملة بجميع مكونات المجتمع الأردني من مؤسسات المجتمع المدني وصانعي القرار ومؤسسات المجتمع المحلي وخصوصا البيئية والناشطين البيئيين للمحافظة على البحر الميت واستدامته بعرض عوامل التغير المناخي وآثاره وكيفية مقدرتنا على التكيف او التخفيف من هذه الآثار للمحافظة على البحر الميت وانا كناشط بيئي أقترح بما أنه تم إلغاء مشروع ناقل البحرين والموافقة على العمل بالناقل الوطني ان يتم عمل دراسة سريعة من المعنيين بتزويد البحر الميت بمياه سد الكرامة كونها غير صالحة لاستخدامات الري او الزراعة والتعاون مع جمعيات مستخدمي المياه في المنطقة للتعاون مع مزارعي المنطقة والذين يحلون مياه الابار الارتوازية لضخ المياه المالحة لتزويد مياه السد او عن طريق قناة الملك عبدالله المؤسس كون المنطقة تعتمد على مياه الابار وسد الملك طلال لري المزروعات  بمقابل اعطائهم اسعار تفضيلية للمياه الابار الارتوازية. والسعي نحو التقنيات النظيفة والاستفادة من المشروع الوطني للتحريج بزراعة الاشجار المناسبة لأجواء هذه المنطقة .

م. محمد موسى الصقور