وطنا اليوم – استضاف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، مساء أمس الإثنين، المؤلف والموزع الموسيقي الأردني طارق الناصر، في حوارية حول موسيقاه ورحلته وإنجازه، والتحديات التي اعترضت مشواره خلال 30 عاما، قدمته وأدارت الحوار مع الجمهور المديرة الإقليمية ورئيسة البرامج في رواد التنمية سمر دودين.
واستعرض الناصر بداياته الفنية منذ الطفولة، حيث نشأ في منطقة إربد وحوران، كما تناول خصوصية طفولته المتأثرة بعلاقته مع والدته ربيعة الناصر وبالطبيعة والبيئة والأدب والشعر والفن والموسيقا من خلال الهدايا التي كان يتلقاها من الخالة نعمه الناصر، إضافة إلى علاقته بالكشافة ورحلة المشي لأم قيس واكتشاف سورية الطبيعية بتقاطعات فلسطين والأردن ولبنان وسوريا وطلة جبل الشيخ وعلاقته مع المسرح من خلال مركز شباب إربد الذي كان يتردد عليه باستمرار.
وتطرق الناصر إلى أعماله الموسيقية التصويرية والموسيقا البديلة في المشرق العربي، كذلك الأعمال الدرامية التصويرية، مشيرا إلى قصة انطلاقته من مسلسل “نهاية رجل شجاع” عام 1993 و”مسلسل الجوارح” في 1994 و”يوميات مدير عام” و”أخوة التراب” في عام 1995 و”ملوك الطوائف” وغيرها.
وحول فرقة “رم” التي قام بتأسيسها، بين الناصر أنها ليست كأي فرقة، فهي تعتبر الفرقة الموسيقية الأولى في تاريخ الأردن الحديث التي وصل عدد الأعضاء فيها إلى أكثر من 400 موسيقي وموسيقية أردنية، مشيرا إلى أن “رم” تعتبر مشروعا موسيقيا مجددا في الجاز العربي والفلكلور والموسيقا الكلاسيكية.
وقالت دودين عند تقديمها لطارق الناصر في بداية الحوارية، “عند مطالعة سيرته الذاتية وأرشيفه الشخصي، ذهلت ليس من غزارة الإنتاج الموسيقي ولا من خصوصية وتميز هذا الإنتاج، بل من أهمية توثيق أرشيف طارق الناصر للأجيال الأردنية والعربية لكي تكون هذه التجربة والحياة متاحة كمصدر تعلم واحتفاء كبير بالموسيقا… فمنذ أن احتضنته سوريا، كمؤلف موسيقا تصويرية لنهاية رجل شجاع، وطارق يشكل حالة متقدة بالتجديد والتميز ومن هناك انطلقت شهرته”.
وتعلق طارق الناصر منذ صغره، بالموسيقا، وأخلص لها، مصرا على أن لديه ما يفعله معها، كما لو كان يدرك أن رحلته في عالم الموسيقا ستطول، وسيكون واحدا من أعلامها، وقد بدأ عالم الشهرة الحقيقية من خلال تقديمه الموسيقا التصويرية للدراما السورية، خصوصا مسلسل “نهاية رجل شجاع”، الذي قدم من خلاله أوراق اعتماده للجمهور العربي.
مع الدراما السورية، استكمل الناصر مشواره من خلال مسلسلات “الجوارح”، “الكواسر”، إخوة التراب، “علاقات شائكة”، “الملك فاروق”، “ليس سرابا”، “صراع على الرمال”، “يوميات مدير عام”، “ملوك الطوائف” و”على طول الأيام”، متعاونا مع أكثر من مخرج، خصوصا نجدة أنزور وحاتم علي وهشام شربتجي، إضافة إلى العديد من المسلسلات الأخرى التي حققت جماهيرية عالية لدى المشاهد العربي.
من خلال أعماله المتعددة في المسلسلات، استطاع الناصر وضع رؤية جديدة للموسيقا التصويرية للأعمال الدرامية العربية الحديثة، لاقت الاهتمام الكبير في جميع الأوساط الفنية، وتركت أثرا واضحا على النقاد ومتذوقي الموسيقا، ما أهله إلى أن يحوز جائزة أفضل موسيقا تصويرية عن مسلسل “الملك فاروق” للمخرج حاتم علي بناء على استفتاء أشرف عليه 27 ناقدا مصريا.
أسس مجموعة موسيقية هي “مجموعة رم”، التي مثلت الأردن في العديد من المهرجانات الثقافية في العالم، وقد أصدر ألبومه الأول “يا روح” في العام 2000.
خلال رحلته مع الموسيقا، لزهاء ثلاثين عاما، ظل الناصر وفيا لفنه وشغفه، وقد أخذ بيد الكثير من الفنانين المبتدئين، وقدمهم للجمهور، مؤسسا لحراك موسيقي حقيقي في الأردن.
يشار الى أن “شومان” ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.