أ.د.خليل عبد الرفوع
ماذا أحدّثُ في الصِّبا رَبّاهُ
والعمْرُ تذروه المُنى ولَظاهُ
والسارياتُ إليه قد أسقيْنني
من ماء “لَحْظَةَ” صفوَه ونَداه
ماذا أحدث والزمانُ مواكبٌ
والعاصفاتُ من الشّجى تلقاه
والذكريات تلوحُ مثل مشاعلٍ
في نورها شمسُ الصٍِبَا وضحاه
والزهر ينسجُ في النسيم شَميمَه
حتى يميسَ بعطرهِ وشذاه
يهتزُّ من مرَحٍ على أوتاره
ويبوحُ من فرْط الهوى مَغْناه
لا ينثني إلا لصَبْوةِ غيمهِ
في ثغرها سُقيا لمنْ يغشاه
ريّانةً فوق الشّواهقِ والرُّبا
وعلى التِّلاعِ الخُضْر مدَّ سَناه
تلك المرابعُ أزهرتْ عشاقَها
ولِطَيْفِها قلبُ العشيقِ سُراه
قد مسَّه سحْرُ الربيعِ فأوْرقتْ
في وجنتيهِ جنّةٌ تهواه
أنشودةٌ هي في الصدور وفي الحشا
وعلى السطورِ تخطُّها يُمناه
يا رجعَ وارفةِ الظلال على المدى
حُيْيِتَ بين جوانحي ترعاه
هذا فؤادي بالهوى مترنِّمًا
يشدو بألحانِ الحياة صِباه