الذَّنَب يُحرّك الكلبَ

29 مايو 2022
الذَّنَب يُحرّك الكلبَ

محمد داودية

 ما يزال السؤال الأخطر بالنسبة لبلادنا، مُستغلِقا ومعلقا: مَنْ يُحرك مَن، أميركا أمْ إسرائيل؟

يرى بعض السياسيين، أن إسرائيلَ هي ذنبَ الكلب الأمريكي، ويرى آخرون أن إسرائيلَ هي الكلبَ الذي يحرك الذَّنَب الأمريكي.

وقد كتبت أنه إذا كانت إسرائيل هي الذَّنَب، فمن العجائب أن الذَّنبَ يحرك الكلب !!

إن الارتباط بين الكلب والذنب، أيّا يكن الكلبّ وأيّا يكن الذنَب، هو ارتباط عضوي، يصعب معه تحديد DNA الطرفين، على غرار الأحجية الأزلية المطروحة منذ بدء الحياة على الأرض، “هل الدجاجة من البيضة، أَم البيضة من الدجاجة”.

وعند تشومسكي الخبر اليقين، عن سر دعم أميركا للكيان الصهيوني، حيث تناول على شريط فيديو هذا “اللغز”.

ونعوم تشومسكي فيلسوف أمريكي صُنّف في المرتبة 8 لأكثر المراجع التي يُستشهَد بها في العالم.

يشرح تشومسكي أسباب الدعم الثقافية الأساسية فيقول:

“حسناً، إن الصهيونية المسيحية قوة قوية جداً، وهي أقدم بكثير من الصهيونية اليهودية.

في إنجلترا بالتحديد، الصهيونية المسيحية كانت قوية جداً بين النخبة البريطانية وهي أحد دوافع وعد بلفور والدعم البريطاني للاستعمار اليهودي لفلسطين، وهذا جزء كبير من ثقافة النخبة البريطانية.

نفس الشيء في الولايات المتحدة، فالرئيس وودرو ويلسون كان مسيحياً متديناً قارئاً للإنجيل كل يوم، كذلك كان هاري ترومان”.

ويضيف تشومسكي: “هاروك ديكي أحد القياديين في إدارة روزفلت وصف عودة اليهود إلى فلسطين، بأنها أعظم حدث في التاريخ، وأنها تحقيق لتعاليم الإنجيل.

اي أن الدول التي تدعم إسرائيل بقوة، ليست الولايات المتحدة فقط، بل أستراليا وكندا، فروع إنجلترا السابقة.

والمستوطنون تدفعهم أسباب دينية هي الأسباب الثقافية الأساسية لدعم إسرائيل”. انتهى الاقتطاف.

إن دعم الدول المشار إليها، لإسرائيل، مستمر ومستقر، الأمر الذي يفسر هذا الغطاء اللا أخلاقي والسياسي والإعلامي والاقتصادي لإسرائيل.

وسيكون علينا أن نبحث عن المُعادل الموضوعي لهذا الدعم الظالم، ليصبح بإمكان الشعب العربي الفلسطيني العظيم أن يستمر في الكفاح الذي يتعاظم، جيلا بعد جيل، من أجل الحرية والكرامة الإنسانية !!

إن استمرار الانقسام الفلسطيني، يفضي إلى استمرار الاحتلال !!