زهدي جانبيك
عندما بتحول الانتحار أو التهديد به الى طريقة سياسية للتعبير عن الاحتجاج،… لا يجوز أن يتحول قانون العقوبات الى اداة سياسية لمعالجة الموقف.
عام 2012 هدد 5 شبان بالقاء أنفسهم من فوق مئذنة في العقبة،… وفي عام 2016 هدد 5 شباب من عجلون بالقاء أنفسهم من فوق مبنى قرب وزارة الداخلية… وعام 2019 هدد 15 عامل بالقاء أنفسهم من فوق مدخنة المصنع الذي يعملون به…وبنفس العام هدد اكثر من 30 شاب بالقاء أنفسهم من فوق جبل في واجي رم… وعام 2021 هدد 40 شاب بالقاء أنفسهم من فوق مبنى بلدية الجفر…
العوامل المشتركة بين جميع هذه الحالات:
_ انهم جميعا شباب.
_ جميعهم يهدد بالانتحار لإيصال رسالة.
_ جميعهم يحتج على البطالة، ويطالب بعمل.
محاولات الانتحار الجماعية جديدة على المجتمع الأردني… وقد تكون إحدى نتائج الربيع العربي…. ولكنها ايقظتنا من سباتنا قليلا… ثم اعتدناها للأسف…
معدل حالات الانتحار التامة ارتفع خلال السنوات العشر الماضية من 100 حالة سنويا الى 139 حالة انتحار سنويا…. لدرجة انها أصبحت عادية…
والدرجة ان يعتقد المشرع انها أصبحت ظاهرة يجب قوننتها… ومعاقبة من ينجو من الانتحار بزجه في السجن…
نحن في العشر الأواخر من رمضان، ولذلك يجب الحذر في الكتابة،… خوفا من العين الحمراء
وفقا للمواقع الإخبارية المختلفة :
قالت وزيرة الدولة للشؤون القانونية: “إن المادة المتعلقة بمحاولة الانتحار في معدل قانون العقوبات لا تنطبق على المرضى النفسيين.”
ارجو ان لا يكون الدافع وراء تصريحك مقولة (إن جَنُّوا ربعك، عقلك ما ينفعك)، اتركي سوالف الإعلام الى اللجنة القانونية بمجلس النواب فقد أصبحوا نجوم التلفزيونات في تبرير اي مشروع قانون حكومي… لا تلحقيهم.
معاليكي، ترى الشعب الأردني اكثر شيء بزعله لما يطلع مسؤول حكومي يتخوث عليه…
وللعلم ، بطل ينفع لا تخوث ولا عين حمرا للعبث بالعقول… الشعب واعي…
ويخلف على الشباب لاري بايج وسيرجي برين على اختراعهم المسمى Google عام 1997…وبفضلهم اصبح أي طفل صغير اليوم صف رابع ابتدائي (يتقن القراءة فقط)، يستطيع الاستعانة بالعم جوجل ليكتشف: ان المرض النفسي الذي تتحدثين عنه هو اضطرابٌ وظيفيّ يصيب شخصية الفرد، يستدعي التدخل الطبي النفسي لمعالجته والحدّ منه…. ويتعلم ايضا الفرق بينه وبين المرض العقلي… ويتعلم كذلك ان هذه الحالة تعفيه من المسؤولية عن جميع الجرائم اللي ابتدعها البشر… مش بس الشروع بالانتحار… وهذا الطفل سيتعلم بدقائق نص المادة (91) من قانون العقوبات الاردني:
«يفترض في كل إنسان بأنه سليم العقل أو بأنه كان سليم العقل حين ارتكاب الجريمة حتى يثبت العكس».
وكذلك نص المادة (92) من قانون العقوبات:
“1- يعفى من العقاب كل من ارتكب فعلاً أو تركاً إذا كان حين ارتكابه إياه عاجزاً عن إدراك كنه أفعاله أو عاجزاً عن العلم بأنه محظور عليه ارتكاب ذلك الفعل أو الترك بسبب اختلال في عقله.”…
ف: الله يوفقك، انتِ اكبر من أسلوب التخوث وتبرير المبرر بنص القانون….. ولن ادخل في تفاصيل الحجز بمصحة نفسية، والتقادم،… الخ.
هذه واحدة،… أما قولك أن “المشروع المعدل لقانون العقوبات لم يجرم المنتحر وإنما من يشرع بهذه الجريمة”….
فلا اعتقد انك تعنين ما تقولين… فإن كنتِ تعنين ذلك، فتلك مصيبة، وان لم تعنيه فانصحك بالتوقف عن التصريحات… ولا تلحقي الربع في جنونهم….
معنى قولك هذا:
ان من ينجح في الانتحار، ويتحول الى جثة محطمة نتيجة قفزه عن جسر عبدون… او يتحول جسده إلى رماد محترق نتيجة إشعال النار بنفسه أمام جامعه أو وزارة، لأن أحدا لم يسمع شكواه،… او يتحول إلى جثة محطمة ومحترقة نتيجة إشعال النار بنفسه والقفز عن الجسور العشرة بعد ان تمت مصادرة بسطة الخضار منه ولاحقه الدائنون…
هؤلاء كلهم، ومعهم 677 أردنيا نجحوا بالانتحار خلال السنوات الخمس الماضية والتحقوا بالرفيق الأعلى… هؤلاء ، وأمثالهم سامحتوهم ، ولم… ولن… تجرموهم وتخرجوهم من قبورهم لتحاسبوهم وفقا للتعديل الجديد لقانون العقوبات المطروح أمام النواب (الاعيان) ، على حد تصريحك التلفزيوني …
والله شكرا لكم لعدم تجريمهم… وشكرا لكم لاعفاء الموتى من العقاب… وشكرا لكم لتشجيع من يفكر بالانتحار على ان يكمل محاولته ولا يتراجع حتى الموت التام… لكي ينجو من العقوبة…
للعلم فقط…
مخترعي Google أعلاه كانا طالبان في جامعة ستانفورد… ولم يضطرا للانتحار حرقا أو قفزا، لتحصيل الرسوم الجامعية أو الحصول على بسطة يسترزقون منها…
وللعلم… يبلغ عدد موظفي شركتهم 139995 موظفا (يعني قد عدد ثلثين موظفي حكومتكم الرشيدة)… وللعلم ، ما عندهم رؤوس تتدحرج ولا عين حمرا ما بتشتغل الا على من هرَّب أو سرَّب كتابا يفضح فسادا ومحاباة في التعيين بالوظائف العامة….
زمن عجيب هذا الذي نعيش فيه… نحاسب من سرب وهرب الكتاب ولا نحاسب المسؤولين عن فساد مضمون الكتاب…
أو…. لماذا الاستغراب؟؟؟ فهذا ديدنهم ، مديرة مختبرات الغذاء والدواء تقول ان نتائج دراسة علمية موثقة اثبتت وجود مواد مسرطنة في الأرز والقمح والسمك والحليب والزيوت والعلاجات البيطريه، وان هذا سبب ارتفاع نسبة مرضى السرطان في الأردن …… وبدلا من الالتفات الى معلوماتها ومعالجتها حرصا على سلامتنا وصحتنا… يتم تحويلها الى المدعي العام…
وحتى بعد ان ينتصر لها القضاء ويحولها الى شاهد للحق العام… يتم إغلاق القضية،.. ويا دار ما دخلك شر…
طيب، ومعلوماتها الخطييييرة؟؟؟ شو بالنسبة الها؟؟؟… نعتبرها حفار دفار…
ملاحظة اخيرة: الانتحار محرم شرعا،…. ولا يجوز ابدا ان نوحي ولو بالاشارة لمن يفكر بالانتحار : عليك إتمام الانتحار حتى تنجو من العقاب… والا فإننا سنعاقبك على الشروع.