بينيت يرد على الخصاونة ولبيد على الصفدي

19 أبريل 2022
بينيت يرد على الخصاونة ولبيد على الصفدي

 

وطنا اليوم – في خطوةٍ لافتةٍ للغاية ردّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، نفتالي بينيت، مساء اليوم الاثنين على تصريحات رئيس الوزراء، بشر الخصاونة الذي عبّر عن تأييده للعنف الفلسطينيّ بالمسجد الأقصى، كما قالت المصادر الإسرائيليّة الرسميّة.

ووفق موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة، قال بينيت: “أرى بخطورةٍ بالغةٍ التصريحات التي تتهّم إسرائيل بانتهاج العنف، المُوجّه ضدّنا.. وهناك مَنْ يقوم بتشجيع أولئك الذي يقومون بقذف الحجارة وانتهاج العنف ضدّ مواطني دولة إسرائيل”. وشدّدّ بينيت على أنّ “هذا الأمر مرفوض من قبلنا، وهو بمثابة جائزةٍ للمُحرّضين، وفي مُقدّمتهم حركة (حماس)، الذين يعملون على إثارة الشغب والعنف في القدس”، على حدّ تعبير رئيس الوزراء الإسرائيليّ.

وأوضح الإعلام العبريّ أنّ وزير الخارجية الإسرائيليّة، يائير لبيد، قام اليوم الاثنين بإجراء مداولات حول السبل التي تعتزم الحكومة الإسرائيلية الرد من خلالها على الخطوة الأخيرة التي أقدم عليها وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، باستدعاء القائم بأعمال سفارة إسرائيل لدى المملكة، للاحتجاج الصارم على ما يجري في المسجد الأقصى.

ونقل موقع (YNET) الإخباريّ العبريّ عن مسؤولين كبار في تل أبيب قولهم إنّ وزير الخارجيّة لبيد والمسؤولين في الخارجية الإسرائيلية يبحثون إصدار ردٍّ شديد اللهجة على الإجراء الذي اتخذه الصفدي والحكومة الأردنيّة، ولكن من ناحيتها، أكّدت هيئة البثّ الإسرائيليّة شبه الرسميّة (كان)، نقلاً عن محافل وازنةٍ في الكيان، أنّ إسرائيل أصيبت بخيبة أملٍ من الموقف الأردنيّ.

عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، أكّد كبار الموظفين بالخارجيّة الإسرائيليّة أنّ تصرّف وزير الخارجيّة الأردنيّة يؤدّي لإثارة التوترات في القدس، ويصل إلى حدّ تعريض حياة المستوطنين وقوات الأمن الإسرائيليّة التي تعمل في محيط المسجد الأقصى للخطر، وشدّدّوا في الوقت عينه أنّ تل أبيب تتوقع من الخارجية الأردنيّة تهدئة الأجواء واحترام ما أسمته بـ”قدسية العيد لجميع الشعوب”، في إشارة إلى أعياد اليهود والمسلمين والمسيحيين.

ونقل الإعلام العبريّ عن مسؤولين في الخارجية الإسرائيليّة، قولهم: “من المؤسف أنْ يختار الأردنيون فقط النظر إلى الجانب الإسرائيليّ في إشارة إلى اعتداءات قوات أمن الاحتلال المتواصلة منذ يوم الجمعة الماضي.

وقال رئيس الوزراء بشر الخصاونة، الاثنين، إنّ “الأردن لا ولن يقف على ضفتين فيما يتعلق بالقدس المحتلة والمقدسات المسيحية والإسلامية”، مشيرًا إلى أنّ الأردن “على قلب رجل واحد في ظل القيادة الهاشمية وتحت الوصاية الهاشمية التي يمارسها جلالة الملك عبد الله الثاني”.

وأضاف، خلال جلسة نقاش في مجلس النواب، أنّ الأردن يرفض “جميع تبريرات السلطات الإسرائيلية التي تدعي حقها بفرض زيارات لغير المسلمين إلى الحرم القدسي الشريف، مؤكدا أنه “حق حصري لإدارة الأوقاف الإسلامية”.

وأوضح الخصاونة، أن “استمرار التصعيد الإسرائيلي في القدس المحتلة هو خرق مدان ومرفوض للقانون الدولي”.

وأشار إلى الاجتماع الذي ترأَّسه جلالة الملك عبدالله الثاني عبر تقنيَّة الاتِّصال المرئي، مضيفًا أن جلالة الملك عبد الله الثاني وجَّه الحكومة إلى تكثيف واستمرار الاتِّصالات مع الدُّول الإقليميَّة والقوى الدوليَّة لثني إسرائيل وردعها عن ممارساتها الاستفزازيَّة في المسجد الأقصى المبارك.

“لمسنا مدخلا لمحاولة تقسيم مكاني وزماني للمسجد الأقصى وهو ما لا نسمح به ونتصدى له”، وفق الخصاونة.

وتابع: “تحيَّة إلى كلِّ فلسطيني وإلى كلِّ موظَّف من موظفي أوقاف القدس الذين يقفون في وجه المتصهينين المدنِّسين، بحماية من الاحتلال، ونرفض محاولات التَّقسيم المكاني والزَّماني للحرم القدسي الشريف وسنتصدَّى لها”.

وأكد أن إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية لتبعات هذا التصعيد في القدس، الذي يقوض كل الجهود المبذولة للحفاظ على التهدئة الشاملة والحؤول دون تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم ليس فقط في الضفة الغربية ولا في محيط الحرم القدسي الشريف/المسجد الأقصى المبارك، بل السلم في العالم.

كما أكد الخصاونة رفض الأردن لكل التبريرات الإسرائيلية التي تدعي بأن لشرطة الاحتلال الحق في فرض زيارات لغير المسلمين إلى الحرم القدسي الشريف/ المسجد الأقصى المبارك، مشددا على أن تنظيم مثل هذه الزيارات هو حق حصري لإدارة الأوقاف الإسلامية في القدس حسب الوضع التاريخي القانوني القائم في القدس، والتي تسعى إسرائيل لتغييره.

وبين أن من أهم بنود الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك الذي يؤكد أن حق الصلاة والعبادة في محيط الحرم القدسي الشريف/المسجد الأقصى المبارك البالغة مساحته 144 دونما كاملة هو حق حصري للمسلمين”.

ولفت النظر إلى حديث الكنائس عن قواعد السلم والعيش المشترك التي تؤكد بأن المسجد الأقصى المبارك للمسلمين وحدهم، مثلما أن كنيسة القيامة للمسيحيين وحدهم، مشيرًا إلى أن المسلمين حفظوا ومنذ قرون حق اليهود في الصلاة بمعابدهم وكنسهم.

الماضي واقتحاماتها المتكررة للمسجد الأقصى) وعدم إدانتها سلوك المشاغبين (في إشارة إلى الشبان المقدسيين الذين حاولوا صد الاعتداءات الإسرائيلية)”.

وفي الوقت الذي شهدت العلاقات الأردنيّة-الفلسطينيّة تحسّنًا بشكلٍ ملحوظٍ، بحسب المصادر بتل أبيب، منذ تولي حكومة نفتالي بينيت في حزيران (يونيو) الماضي، مقارنة بالتوترات التي كانت تشوب العلاقات خلال حكومات بنيامين نتنياهو الأخيرة، أكّد موقع (YNET)، نقلاً عن محافل رفيعةٍ في الكيان، قولها إنّ العلاقات الثنائية بين عمان وتل أبيب قد تتدهور إلى أزمةٍ حقيقيةٍ، في ظلّ إدانة الأردن القويّة للممارسات الإسرائيليّة الأخيرة، على حدّ تعبيرها.

إلى ذلك، أصدرت الخارجيّة الإسرائيليّة مساء اليوم الاثنين بيانًا أكّدت فيه أنّ “الشرطة الإسرائيليّة تصرّفت بمسؤوليّة في الأسابيع الأخيرة في المُواجهة مع العنف الذي قام به عشرات الفلسطينيين، الذين أساؤوا للدين الإسلاميّ وقدسية المكان، لافتًا إلى أنّ “كلّ مَنْ هو بمثابة شريك مسؤولٍ يجِب أنْ يُقّر بذلك، وألّا يُشارك في نشر المعلومات الكاذبة، والتي لا تفعل شيئًا سوى زيادة التوتّر والتحريض”.

وأضاف بين الخارجيّة في تل أبيب أنّ “التصريحات المؤيّدة لأعمال العنف، بما في ذلك رمي الحجارة، تؤدّي للتصعيد، ولا يُمكن قبولها والتسليم بها. وخلُص البيان إلى القول إنّ “إسرائيل تُحافِظ على الوضع القائم في الأقصى، وتتوقّع من شريكاتها إدانة المتطرّفين الذين يقومون بأعمال عنفٍ وتحريضٍ على العنف”، على حدّ تعبيره.