هل تتطور حالة التصعيد التي تشهدها الساحة الفلسطينية إلى انتفاضة جديدة؟

6 أبريل 2022
هل تتطور حالة التصعيد التي تشهدها الساحة الفلسطينية إلى انتفاضة جديدة؟

وطنا اليوم –  استبعد باحثان سياسيان، تطور حالة التصعيد والمواجهات التي تشهدها فلسطين المحتلة، إلى انتفاضة واسعة وشاملة، ورجّحا استمرارها في إطار الهبّات المتفرقة، والعمليات الفردية.
ويرى المدير العام لـ “المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية – مسارات”، هاني المصري، أن وصول حالة التسخين التي تعيشها الأراضي الفلسطينية إلى انتفاضة “أمر غير مرجح في ظل الانقسام”.
ويوضح المصري أن من مصلحة الفلسطينيين تسخين الأجواء؛ لوقف حالة التهميش للقضية الفلسطينية، التي زادت مع انشغال العالم بالحرب الأوكرانية.
 لكنه يبين أن “عدم وجود هدف مركزي ناظم تعمل الانتفاضة على تحقيقه، وعدم وجود حاضنة عربية أو إقليمية أو دولية للانتفاضة، يضعف فرص حصولها”.
وأشار المصري إلى أنّ “الظروف والأسباب التي أدت إلى اندلاع الانتفاضتين الأولى والثانية لم تعد قائمة، فلا يوجد هدف مركزي متفق عليه، ولا قيادة واحدة معترف بها وتتحلى بالإرادة اللازمة” وفق تقديره.
ونبه إلى أنه في حال نشوء مواجهة مع الاحتلال خلال الفترة المقبلة، فستكون “عفوية وبلا قيادة وهدف، ومعرضة للوقوع ضحية الفوضى والفلتان الأمني”.
 ويعتقد المصري أن المواجهات في أكثر الأحيان “ستأخذ شكل الهبّات والموجات، كما حصل منذ توقف الانتفاضة الثانية في العام 2004 وحتى الآن، لأن القيادة الحالية لا تؤمن بالانتفاضة، وتخشى إذا اندلعت أن تخرج عن السيطرة، وأن تفيد خصمها السياسي (داخليا)، وتساعده على السيطرة على السلطة”.
وذهب إلى أن “قوى المقاومة تدرك رغم قوتها وإنجازاتها أنها محاصرة في سجن، وأن استثمارها سياسيًا في ظل الانقسام محدود جدًا، وأن ربط المقاومة في غزة بالضفة والأقصى، وبقية أجزاء الشعب الفلسطيني يفتح احتمالات عديدة، ويساعد على استبعاد شكل الانتفاضات السابقة”.
 ولفت المصري الانتباه، إلى أن “هناك متغير يكمن في أن الاحتلال أدرك قيمة وجود السلطة له؛ لذلك سيسعى لبقائها وعدم انهيارها، خصوصًا مع تزايد المعارضة لها في ظل الغلاء وحالة التوهان والانتظار والتعامل مع السلام الاقتصادي”.
وتابع: “إذا حلّت السلطة نفسها أو انهارت، سيعمل الاحتلال على منع استيلاء قيادة جديدة من (حماس) أو غيرها على السلطة، عبر إقامة سلطات عديدة بدلًا منها وفق خطة الإمارات السبع التي طرحها الباحث الصهيوني مردخاي كيدار”.
بدوره، رأى الكاتب الفلسطيني ساري عرابي، أن هناك شرطان لتطور أيّ هبّة إلى انتفاضة أشمل وأوسع، الأوّل وضع السلطة المحلية، وهو الآن غير متعاطف مع فكرة المواجهة، والثاني توفّر الممكنات التنظيمية، وهي ما تزال ضعيفة، وغير قادرة على التقاط فرصة الهبّة لتأطيرها وتطويرها ومدّها إلى الأمام.
وبيّن ، أن “انحياز قيادة السلطة في مرحلة ياسر عرفات لخيار المواجهة، بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد، سهّل تمدّد الهبّة الشعبية واستمرارها أسابيع”. وأوضح عرابي أنه “بسبب إعادة الانتشار، انتقلت الهبّة إلى الانتفاضة المسلحة، لعدم القدرة على الزحف اليومي من مراكز المدن إلى نقاط الاشتباك”.

ويؤكد عرابي، أن “الواقع تجاوز لحظة الانقسام، وهذا تجلى في موقف الجماهير في معركة سيف القدس، ولم يعد الانقسام أداة تحليلية مناسبة لفهم الواقع وتفسيره، بقدر ما صار أداة هروبية للقفز عن التحميل الصحيح للمسؤوليات؛ فالعقبة التي تسحب من الفلسطينيين الشرط اللازم لتطوير هبّاتهم هي سياسات السلطة بالضفة، لا الانقسام” وفق ما يرى.
ويعيش الاحتلال الإسرائيلي حالة ذعر، عقب مقتل 11 مستوطنا وجنديا في عمليات نوعية بالداخل الفلسطيني المحتل، عبرت عنها قرارات سلطات الاحتلال بمضاعفة عدد الجنود المكلفين بمهمات الحراسة، والتواجد في الضفة والداخل وعلى الخط الأخضر، وعلى حدود قطاع غزة، والاستعداد لاستدعاء أجزاء من الاحتياط.