الخارجية الأميركية: من الصعوبة مقارنة الوضع الفلسطيني بالأوكراني

27 مارس 2022
الخارجية الأميركية: من الصعوبة مقارنة الوضع الفلسطيني بالأوكراني

وطنا اليوم:حمّل مدير مكتب التواصل الإعلامي الإقليمي في دبي التابع لوزارة الخارجية الأميركية صمويل ويربيرغ مسؤولية تدهور الأمن الغذائي العالمي لـ”الرئيس بوتين وحده بسبب حربه العبثية وغير المبررة على أوكرانيا”.
وأكد في رده على بخصوص ملاحظات للرأي العام إزاء فرق التعاطف الأميركي بين الأزمة الأوكرانية والقضية الفلسطينية عالميا وإقليميا، “صعوبة المقارنة بين الوضع الإسرائيلي – الفلسطيني والحرب الروسية على أوكرانيا”.
وقال ويربيرغ، وهو أحد الناطقين الرسميين باللغة العربية باسم وزارة الخارجية الأميركية، خلال لقائه الذي عقده أمس مع ممثلي الصحف ووسائل الإعلام المحلية الأردنية، حول أدوات الولايات المتحدة للحفاظ على استمرار إمدادات الغذاء عالميا في ظل فرض العقوبات على روسيا عبر تقنية “زوم”، “أنا كدبلوماسي أقول يجب النظر إلى الفرق بين الإدارة الأميركية السابقة والإدارة الحالية، حيث قطعت السابقة العلاقات تماما مع الفلسطينيين والمساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني داخل المناطق الفلسطينية ومناطق اللاجئين في مختلف الدول، فيما اتخذت الإدارة الحالية منذ البداية قرارا باستئناف العلاقات مع الفلسطينيين والمساعدات الإنسانية والاقتصادية للفلسطينيين والسلطة الفلسطينية”.
وأكد حرص الإدارة الحالية للوصول إلى حل الدولتين، “وحتى تتمكن هذه الإدارة من لعب دور إيجابي في هذا الصراع، يجب أن تحرص على العلاقات المشتركة بين الجانبين، ودفع مختلف الأطراف للوصول إلى هذا الحل”.
في جوابه عن سؤال خلال اللقاء، قال إن “هناك تحديات في الأمن الغذائي في هذه المنطقة ومناطق أخرى أيضا”، مبينا أن هذه القضية حظيت بمناقشات ذات أولوية بين الرئيس الأميركي جو بايدن والقادة الأوروبيين أول من أمس.
وأضاف ويربيرغ، أن هذه المناقشات جرت ضمن اجتماعات مجموعة الـG7 بالإضافة لاجتماع مع حلف الناتو، لبحث كيفية العمل المشترك عن كثب لتوفير المنتجات الغذائية الكافية لكل أنحاء العالم.
وبين أن أوكرانيا وروسيا هما أكبر دولتين منتجتين للقمح في العالم، محملا مسؤولية أي مشكلة حالية ترتبط بالأمن الغذائي لـ”الحرب التي شنها الرئيس بوتين”.
وأشار لإمكانيات الولايات المتحدة، التي تعد ثالث أكبر منتج للقمح إلى جانب كندا، عبر مناقشات بدأتها فعليا، ببناء مبادرات بالتعاون مع الحلفاء والدول التي تعتمد على القمح، مثل مبادرة “تغذية المستقبل” التي تتجاوز قيمتها 5 مليارات دولار للتصدي لمشكلة الأمن الغذائي، مؤكدا أهمية مثل هذه المبادرات وسط ما قد تخلفه أزمة حرب روسيا على أوكرانيا من تبعات على الأمن الغذائي.

وأكد أن الولايات المتحدة تقوم الآن بالتعاون مع حلفائها وشركائها في العالم لتقديم المساعدات اللازمة لأوكرانيا حكومة وشعبا للتصدي لما أسماه “العدوان الروسي”، مضيفا أن بلده قدمت حتى الآن حوالي 293 مليون دولار كمساعدات إنسانية منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط (فبراير) الماضي.
أما حول العقوبات التي تم فرضها على روسيا حتى الآن، فقال ويربيرغ إنها “تسببت بالفعل بضربة مدمرة على روسيا”، متوقعا أن “يستمر تأثيرها على الاقتصاد الروسي وتضاعفه مع الوقت”.
وأوضح أن “تأثير عقوباتنا أظهر أن احتياطات البنك المركزي الروسي أصبحت غير مجدية، وهذه الاحتياطات هي التي تمول حرب بوتين.
كما أن قيمة الروبل الروسي انخفضت لأقل من سنت واحد، كما أن سوق الأسهم الروسية مغلق منذ نحو ثلاثة أسابيع، بالإضافة للتضخم الكبير وانسحاب أكثر من 300 شركة خاصة كبرى من السوق الروسية”.
ولفت ويربيرغ إلى توقعات محللين في مختلف أنحاء العالم بحدوث انهيار أكبر للاقتصاد الروسي، موضحا أنها “البداية فقط، ونحن بالتعاون مع جميع شركائنا، سنقوم بفرض مزيد من التكاليف الباهظة على روسيا إذا استمرت في هذا العدوان”.
وفيما يتعلق بتأثير هذه الأزمة، قال ويربيرغ إنه “لا يقتصر على أوروبا فقط إنما يمتد لدول العالم”، مشيرا إلى “بدء ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية في الشرق الأوسط والأردن تحديدا، نتيجة هذه الأزمة”.
وفي جوابه عن سؤال تقييم الولايات المتحدة لردود فعل دول الشرق الأوسط حول الحرب الروسية على أوكرانيا من جهة، ودور الولايات المتحدة في ظل هذه الأزمة، قال إنه “نتيجة للعلاقات التاريخية والاستراتيجية العميقة التي تحظى بها بلاده مع كافة دول المنطقة تقريبا، فلا نتوقع أن يكون هناك أي تغيير بسبب موقف أي دولة معينة من هذه الحرب”.
ودعا إلى “ضرورة أن تنادي جميع الدول بصوت عال بالإدانة الواضحة ضد هذه الحرب الوحشية من الرئيس بوتين ضد دولة ذات سيادة، لا سيما في ضوء معاناة دول مختلف المنطقة من الحروب ووعيها بتأثيراتها المدمرة”.
وحول حدود الدور الأميركي في الأزمة الروسية – الأوكرانية، أكد ويربيرغ أهمية الملف الأوكراني وقيام بلده “بدعم الجهود التي تشمل الحل بين الأوكرانيين والروس”.
ولفت إلى “المضي فيه وفق مبادئ تدافع عنها الولايات المتحدة، وقوامها لا حق لأي دولة أن تغير حدودها الجغرافية، أو تملي إرادتها على دولة أخرى”.
وأكد ويربيرغ أن “هذا التصويت لم يكن لصالح الحرب أو الولايات المتحدة كما تحاول روسيا أن تروج له، بل كان لصالح أوكرانيا”، موجها الشكر للأردن على “الموقف الحازم في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث صوت لصالح احترام سيادة الدولة وصيانة أراضيها وعدم استخدام القوة والعنف ضد دول أخرى، لأن ذلك ينافي المواثيق والقوانين الدولية”