ضربة قاسية.. اختراق هاتف زوجة رئيس الموساد الإسرائيلي

17 مارس 2022
ضربة قاسية.. اختراق هاتف زوجة رئيس الموساد الإسرائيلي

وطنا اليوم:أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، فجر الخميس، باختراق الهاتف المحمول لزوجة رئيس الموساد، دافيد برنيع، ونُشرت محتوياته عبر حساب تيليغرام مجهول.
وأضافت وسائل الإعلام أنّ “نشر المواد يهدف إلى الانتقام من الموساد وإحراجه، والتقدير أنّه انتقامٌ إيراني”.
وفي أولّ تعقيبٍ صادرٍ عن ديوان رئيس الوزراء في إسرائيل، زعم الناطق الرسميّ أنّ جهاز الهاتف المحمول، الخّاص برئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، دافيد بارنيع، لم يتّم اقتحامه، كما أنّ الإدعاءات، أضاف، بأنّه تمّ اختراق حاسوبه ليست صحيحةً، على حدّ تعبيره. يُشار في هذا السياق إلى أنّ (الموساد) تابعٌ مُباشرةً لرئيس الوزراء، وليس لوزارة الأمن في الكيان.
ومع ذلك، لوحِظ في الردّ الرسميّ أنّ إسرائيل الرسميّة لا تنفي، كما تفعل دائمًا، ما نشرته مجموعة (الأيادي المفتوحة)، ولذا سمحت الرقابة العسكريّة لوسائل الإعلام العبريّة بالنشر أنّ “المجهولين” اقتحموا فعلاً الجهاز الخّاص بزوجته، والتي يُمنع نشر اسمها أوْ مكان سكنها، وهو عمليًا إقرارٌ بوقوع الحادثة التي أربكت المؤسستيْن الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب.
وللتدليل على عُمق الإرباك الإسرائيليّ، نُشير في هذه العُجالة إلى أنّ كبير المراسلين السياسيين في الإعلام العبريّ، باراك رافيد، أكّد في تقريره بموقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أنّه حتى اللحظة لم يتّم التأكّد فيما إذا تمّ اختراق الهاتف المحمول والحاسوب التابعيْن لرئيس الموساد، ولكن، استدرك قائلاً إنّ المواد التي نُشِرت من شأنها التأكيد على أنّ عملية الاقتحام قد تمّت، مُضيفًا في ذات الوقت أنّ الحديث يدور ربّما عن عمليةٍ لكيّ الوعيْ، وأنّ مَنْ يقِف خلفها هو أحد أجهزة الاستخبارات الأجنبيّة، والذي يهدِف لإرباك رئيس الموساد الإسرائيليّ وتوجيه رسالةً له، على حدّ قول المحلل رافيد. وكما يُلاحظ لم يتّم ذكر إيران في تقرير المُراسِل الإسرائيليّ.
من ناحيته، اعتبر المُحلِّل الإسرائيليّ المُخضرم للشؤون الأمنيّة والاستخباراتيّة، يوسي ميلمان، اعتبر في تحليلٍ نشره قبل وقوع حادثة الاختراق المذكورة بيوميْن، أنّ كلّاً من إيران وإسرائيل تبحثان في الحرب السريّة الدائرة بينهما عن توجيه الضربات الأكثر إيلامًا ووجعًا في النقاط الحساسّة بالدولتيْن، كما قال.
وتابع مليمان، المُقرّب جدًا من دوائر صُنع القرار الأمنيّ الإسرائيليّ، تابع قائلاً أنّ الهجمة التي نُفّذت ضدّ مئات الطائرات الإيرانيّة بدون طيّارٍ والمنسوبة لإسرائيل، وقيام إيران بالهجوم الالكترونيّ على المواقع الرسميّة للوزارات الإسرائيليّة، هما عمليًا شهادة أخرى على هذه الحرب السريّة، مؤكّدًا أنّ توقيع الاتفاق النوويّ بين الدول الكبرى وإيران لن يُوقِف هذه الحرب السريّة بين طهران وتل أبيب، على حدّ قوله.
في السياق عينه، اعتبر المراسل العسكريّ في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، نير دفوري، اعتبر أنّ “إسرائيل وإيران تزيدان وتيرة النشاطات ضد بعضهما البعض، وقد أصبحت هذه حربًا معلنة تشمل صواريخ باليستية وطائرات مسيرة انتحارية”، مضيفًا أنه “حتى الآن نجح هذا الكيان في دفع كل شيء إلى ما وراء حدوده”، بحسب ما نقل عن مصادره الرفيعة في تل أبيب.
وأشار المراسل إلى أنّه قبل حوالي 11 شهرًا، أطلقت إيران طائرتين بدون طيار نحو إسرائيل، زاعمًا أنهما أسقطتا بواسطة طائرات F-35 التابعة لسلاح الجوّ، مُشيرًا إلى أنّ “الحديث يدور عن معركةٍ تُدار بعيدًا من هنا كالهجوم الذي تنسبه إيران للكيان، والذي تمّ تنفيذه من أربيل شمال العراق خلال الشهر الماضي، حيث دمّرت طائرات مسيّرة هجومية إسرائيلية مخازن كانت تحتوي على مئات الطائرات الإيرانية بدون طيار والتي تمّت تخبئتها داخل قاعدة صاروخية في كرمانشاه في إيران، وردًا على ذلك، هاجمت إيران منشأة في مطار أربيل معتبرة أنّ عناصر من الموساد كانوا فيها وقاموا بتنفيذ الهجوم، وفق المراسل العسكريّ، الذي اعتمد، كما ذكرنا أعلاه، على مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب.
وفي محاولتها الدفاع عن نفسها وتسويق روايتها، زعمت المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، بحسب دفوري، إنّ “خطوةً أخرى في المعركة التي لم تنتهِ بالسايبر، وهي إطلاق صواريخ باليستية وطائرات انتحارية بلا طيار، وأنّ إسرائيل نجحت بإدارة هذه الحرب على بعد مئات الكيلومترات من حدودها، لكن هذه الأدوات هاجمت بالفعل السعودية ودبي وحاولت الوصول إلينا أيضًا”، كما قال.
وبحسب المصادر عينها “تقوم إسرائيل بتكثيف تعاونها الاستخباراتي والعملياتي مع دول الخليج، وليس فقط مع الولايات المتحدة، بهدف تشكيل جبهةٍ واحدةٍ ضدّ طهران، كما أنّ أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع إسرائيل إلى تدفئة العلاقات مع تركيا هو تكوين تحالفٍ يساعد في عزل إيران”، على حدّ تعبيرها