عرب المناذرة والغساسنة… والحرب الروسية الناتوية فوق الأراضي الأكرانية

15 مارس 2022
عرب المناذرة والغساسنة… والحرب الروسية الناتوية فوق الأراضي الأكرانية

أبوعربي /إبراهيم أبوقديري

من قال إن الحرب الباردة كانت باردة حقا بين روسيا ودول حلف الناتو! إنها الحرب التي لم تنطفئ نارها يوما بل ظلت مشتعلة بكل أوجه الحروب وأشكالها على مختلف الجبهات وعلى امتداد سطح الكرة الأرضية.

المتابعون باهتمام والمدركون للحقائق والخلفيات والمنطلقات الاستراتيجية والآنية لكلا المعسكرين يرون أن المواجهة العسكرية المسلحة ( وساحتها الحالية أكرانيا) نتيجة حتمية لا مفر منها انطلاقا من المقدمات التي سبقتها

أما الذين استيقظوا على الحلقة الأخيرة المتمثلة في انفجار الحرب فإنهم معذورون لأنهم بمعزل عن تسلسل الأحداث والأهداف التي أدت إلى هذا الانفجار؛ ولذا فقد كانت الحرب مفاجأة ومفاجئة وصادمة لهم.

وانقسمنا نحن العرب مع الأسف مناذرة وغساسنة : نتفنن في الانحياز بين مؤيد لهذا الطرف أو ذاك رغم وزن التأثير الصفري وعدم حاجة المتحاربين إلى فتاوى المتفرجين.

امتشقنا أقلامنا وشحذنا الهمم واندفعنا نكتب.. وللأمانة فقد قرأت وسمعت بتقدير بالغ وإعجاب كبير إلى التحليل الواعي الموضوعي العميق لكثيرين من القامات العربية…

ولكن أحزنني كثيرا بعض الخصومات بانفعال شديد فيما بيننا أحيانا إلى درجة الاتهام بالتبعية والذيلية لهذه القوة أو تلك….

كما أحزنني أكثر أننا انشغلنا وأشغلنا أنفسنا عن كثير من قضايانا الوطنية الملحة جدا، فكانت فرصة مواتية لتمرير ما لا يجوز تمريره

وبعد فقد آلمني كيل هذا العالم بمكيالين : رفض (العدوان) وشرعية قرارات (الجمعية العمومية) والحزن (على المدنيين)…. يا له من كلام جميل! وأذهلني اصطفاف بعض أقلامنا وراء معزوفة ذلك…. (دون أية محاولة مع الأسف) لاستثمار حالة الحديث عن هذه الشرعية الدولية للمطالبة بتطبيق ذلك على الكيان الصهيوني القائم أصلا على الاحتلال
و العدوان وارتكاب المجازر وأبشع الجرائم بحق الإنسانية… وهكذا نتراقص في أفراح الآخرين ونلطم في أتراحهم والغائب الوحيد
عن المشهد قضايانا نحن
العرب…