خسائر كارثية وثغرات بالجملة.. تحطم أسطورة الجيش الروسي

8 مارس 2022
An Ukrainian Territorial Defence fighter examines a destroyed Russian infantry mobility vehicle GAZ Tigr after the fight in Kharkiv on February 27, 2022. - Ukrainian forces secured full control of Kharkiv on February 27, 2022 following street fighting with Russian troops in the country's second biggest city, the local governor said. (Photo by Sergey BOBOK / AFP)

وطنا اليوم:بعد أسبوعين تقريبًا من الحرب على أوكرانيا، تحطمت صورة الجيش الروسي “الذي يجب أن تخافه الدول الأخرى”، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
منذ بداية الغزو في 24 فبراير الماضي، نجح الجيش الأوكراني، الذي يتضاءل أمام القوة الروسية في معظم النواحي، في صد هجمات الجيش الروسي في عدة جبهات، وقتل أكثر من 3000 من جنوده، وفقًا لتقديرات لمسؤولين أميركيين.
وقال مسؤولون أميركيون، نقلاً عن تقييمات استخباراتية أمريكية سرية، لصحيفة نيويورك تايمز إن أوكرانيا أسقطت طائرات نقل عسكرية تحمل مظليين روس، وأسقطت طائرات هليكوبتر، كما دمرت العديد من الآليات في القوافل الروسية باستخدام صواريخ أميركية مضادة للدبابات وطائرات مسيرة تركية.
وأكد المسؤولون أن الجنود الروس يعانون من ضعف الروح المعنوية ونقص الوقود والغذاء. وأشاروا إلى أن بعض القوات عبرت الحدود مع وجبات طعام انتهت صلاحيتها في عام 2002، كما استسلم آخرون وخربوا سياراتهم لتجنب القتال.
لكن بالرغم من ذلك يقول معظم الخبراء العسكريون إن روسيا ستخضع الجيش الأوكراني في نهاية المطاف.
يبلغ حجم الجيش الروسي 900 ألف جندي في الخدمة الفعلية ومليوني جندي احتياطي، وهو ثمانية أضعاف حجم الجيش الأوكراني. كما تمتلك موسكو طائرات مقاتلة متقدمة وبحرية هائلة.
وأكدت الصحيفة الأميركية أنه بعد هذه الحرب لم تعد الجيوش الأوروبية تخاف من القوات الروسية كما كان في الماضي. وأشارت إلى أن روسيا كشفت لجيرانها الأوروبيين عن ثغرات في استراتيجيتها العسكرية يمكن استغلالها في المعارك المستقبلية.
ونقلت الصحيفة عن نحو عشرين من المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين وحلف شمال الأطلسي قولهم إن الجنود الروس عبارة عن شباب عديمي الخبرة لم يتم تمكينهم لاتخاذ قرارات فورية، كما أن الضباط غير المسموح لهم باتخاذ القرارات أيضًا.
وأكدوا أن القيادة العسكرية الروسية، وعلى رأسها الجنرال، فاليري جيراسيموف، مركزية للغاية. وقال المسؤولون إن الضباط الروس في الميدان يحتاجون للحصول على الإذن لاتخاذ القرارات حتى في الأمور الصغيرة.
وقال مايكل كوفمان، مدير الدراسات الروسية في CNA، وهو معهد أبحاث دفاعي: “الاستعدادات الروسية لحرب حقيقية كانت شبه معدومة، والروح المعنوية منخفضة بشكل لا يصدق؛ لأنه من الواضح أنه لم يتم إخبار القوات بأنهم سيرسلون إلى هذه المعركة”.
كما نجح الأوكرانيين باستخدام صواريخ جافلين الأميركية في تدمير الكثير من الدبابات الروسية في ساحة المعركة.
وقال المحلل بوكالة “جينس” العالمية للاستخبارات الدفاعية، توماس بولوك، إن القوات الروسية ارتكبت أخطاء تكتيكية تمكن الأوكرانيون من الاستفادة منها. وأضاف: “يبدو أن الأوكرانيين كانوا أكثر نجاحًا عندما نصبوا كمينًا للقوات الروسية”.
قال فريدريك دبليو كاجان، الخبير في شؤون الجيش الروسي الذي يقود مشروع التهديدات الحرجة في معهد أميركان إنتربرايز، إن قيام الأوكرانيين بتدمير الكثير من الآليات العسكرية لموسكو سيكون مدمرًا للمعنويات الروسية”.
ويعتقد المحللون العسكريون أنه مع “فشل القوات الروسية ميدانيا، قد يلجأ بوتين إلى التكتيكات الوحشية ويستهدف المدنيين”.
وبحسب نيويورك تايمز، يحذر مسؤولو البنتاغون من أن الجيش الروسي سيصحح أخطائه قريبًا، وربما يقطع الاتصالات في جميع أنحاء البلاد، ويفصل الرئيس الأوكراني زيلينسكي عن قادته. أو قد تحاول روسيا إغلاق النظام المصرفي الأوكراني، أو أجزاء من شبكة الكهرباء، لزيادة الضغط على السكان المدنيين للاستسلام.
كما يقول المسؤولون إن بوتين “المحبط” لديه القوة لتحويل أوكرانيا ببساطة إلى أنقاض