ماكرون بعد اتصاله ببوتين : الأسوأ لم يأت بعد

3 مارس 2022
ماكرون بعد اتصاله ببوتين : الأسوأ لم يأت بعد

وطنا اليوم:عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مواصلة حربه في أوكرانيا الخميس، حتى في الوقت الذي اجتمع الطرفان المتحاربان لإجراء جولة ثانية من المحادثات لوقف إطلاق النار، فيما ناشدت كييف توصيل إمدادات إغاثة إلى المدن التي تشهد دمارا بسبب القصف.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، عن عزمه مواصلة هجومه “بدون هوادة” ضد “القوميين” في أوكرانيا، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق الكرملين.
وخلال هذا الاتصال، أعرب بوتين أيضا عن “عدم موافقته” على خطاب بشأن أوكرانيا ألقاه ماكرون في اليوم السابق، وهدد بأنه قد يوسّع قائمة مطالبه الطويلة أصلا من كييف خلال المحادثات، وفقا للمصدر نفسه.
ومن الجانب الفرنسي، أفاد الإليزيه أن ماكرون يعتقد أن “الأسوأ لم يأت بعد” في أوكرانيا بعد محادثاته الهاتفية مع نظيره الروسي، وأن الهدف من في حربه في أوكرانيا هو “السيطرة” على كل البلاد بحسب الإليزيه.
والخميس، توجّه الوفد الأوكراني لإجراء الجولة الثانية من المحادثات مع روسيا على الحدود البولندية البيلاروسية، على ما أعلن أحد أعضائه عبر تويتر مشيرا إلى أن المفاوضات ستشمل السعي لفتح ممرات إنسانية.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إن روسيا ستدفع كلفة الأضرار التي لحقت بأوكرانيا جراء الغزو وتعهد “إعادة بناء كل مبنى” دمره القصف الروسي.
وقال في مقطع فيديو “سنعيد بناء كل مبنى، كل شارع، كل مدينة ونقول لروسيا: تعلموا كلمة إصلاحات”. وأضاف “ستدفعون لنا مقابل كل ما فعلتموه ضد دولتنا، وضد كل أوكراني”.

حرب نووية

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس، إن الزعماء الغربيين يفكرون في حرب نووية في صراعهم مع روسيا.
وأوضح خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت “الكل يعلم أن حربا عالمية ثالثة لا يمكن أن تكون إلا نووية، لكنني ألفت انتباهكم إلى حقيقة أن تلك الفكرة هي في أذهان السياسيين الغربيين وليس في أذهان الروس”، مشيرا إلى أنه يجري التخطيط لـ”حرب فعلية” ضد موسكو.
من جانبه، اتهم رئيس بلدية مدينة ماريوبول الأوكرانية الاستراتيجية الخميس القوات الروسية والقوات الموالية لروسيا بالسعي إلى محاصرة المدينة، ومنع عمليات الإجلاء وإمداد المدينة الساحلية.
وكتب فاديم بويتشنكو على تلغرام “لقد دمّروا الجسور ودمّروا القطارات لمنعنا من إخراج النساء والأطفال والمسنين. إنهم يمنعوننا من الحصول على الإمدادات. إنهم يسعون إلى فرض حصار، كما كانت الحال في لينينغراد” في إشارة إلى المدينة السوفياتية التي أصبحت تعرف اليوم بسانت بطرسبرغ، والتي حاصرها النازيون.
وتابع “منذ سبعة أيام يدمرون عمدا البنى التحتية الحيوية للمدينة. ليس لدينا كهرباء ولا ماء ولا تدفئة. الجحافل العسكرية لفلاديمير بوتين تقصف المدينة ولا تسمح بإجلاء الجرحى ولا النساء ولا الأطفال”.
وفي هذا الإطار، دعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس متوجّها إلى المتحاربين الأوكرانيين والروس إلى إتاحة الفرصة للمنظمة الدولية للقيام بعملها في أوكرانيا وحماية المدنيين.
وقال غريفيث “الآن بعدما توافرت لدينا الموارد للقيام بهذه المهمة، نحتاج إلى أن يسمح لنا أطراف النزاع بالقيام بذلك والوفاء بمسؤولياتهم بموجب القانون الإنساني الدولي” مشيرا إلى أن الأمم المتحدة جمعت حتى الآن خلال يومين وبفضل سخاء المانحين 1.5 مليار دولار من أصل 1.7 مليار طلبت كمساعدات طارئة.
وأعرب غريفيث عن “قلقه” فيما العنف “أصبح أكثر حدة” والقتال يتركز في المراكز الحضرية.
وقال “هناك انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي لأن هناك هجمات على البنية التحتية المدنية، وهو أمر يحظره القانون، كما أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون مشكلات لوجستية تحول دون تقديمهم المساعدة”.
وقالت سيدة تقيم في ماريوبول الميناء الأوكراني الرئيسي على بحر أزوف إن الوضع “يتدهور من ساعة إلى أخرى”. وأوضحت مارينا (28 عاما) أن وسط المدينة تعرض للقصف.
وإذا سيطر الجيش الروسي على ماريوبول، سيؤمن اتصالا ميدانيا بين قواته القادمة من شبه جزيرة القرم وتلك القادمة من المناطق الانفصالية في الشمال الشرقي.
في شمال البلاد، تعرضت خاركيف، ثاني مدينة في البلاد والقريبة من الحدود الروسية وسبق أن طالتها النيران الثلاثاء والأربعاء، لقصف طوال الليل بحسب السلطات المحلية.
وأعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مساء الأربعاء مقتل عضو أوكراني من بعثتها المحلية خلال “قصف” خاركيف في اليوم السابق.
أوقع قصف روسي على إزيوم على بعد 120 كلم جنوب شرق خاركيف، ثمانية قتلى بينهم طفلان بحسب السلطات المحلية.
كانت القوات الروسية موجودة أيضا في مدينتي تشيرنيهيف ونيزهن على بعد حوالى 150 كلم شمال شرق وشرق كييف وكذلك سومي واوختيركا على بعد 350 كلم شرق العاصمة بحسب الأوكرانيين مضيفة انها تحاول “تجنب المعارك مع القوات المسلحة الأوكرانية”.
وسقط تسعة قتلى في ضربة روسية على مدرستين ومساكن في تشيرنيهيف كما أعلن حاكم المنطقة.
وفي كييف، سُمع دوي بضعة انفجارات ليل الأربعاء الخميس كما أفادت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
توجه آلاف الأشخاص الى المترو الذي تحول الى ملجأ.

“جحيم”

على بعد 150 كلم غرب كييف، في جيتومير توعد أوليغ روباك الرئيس فلاديمير بوتين بـ”الجحيم الى الأبد” بعد ضربة مساء الثلاثاء أسفرت عن مقتل زوجته وتدمير منزله.
وقال لوكالة فرانس برس “اريد ان يستمع العالم كله الى قصتي”. قصة سعادة بسيطة الى أن قضى عليها الاجتياح الروسي.
والخميس، اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قرارا الخميس يدعو روسيا إلى “الوقف الفوري لتحركاتها ضد المواقع النووية الأوكرانية” المهدَّدة بالحرب المستعرة.
ويستنكر القرار الحرب الروسية معتبرا أنه “يشكل تهديدا خطيرا ومباشرا لأمن” هذه الأماكن وموظفيها مع “خطر وقوع حادث أو حادث نووي من شأنه أن يعرض للخطر سكان أوكرانيا والدول المجاورة والمجتمع الدولي”.
وتملك أوكرانيا 15 مفاعلا نوويا في أربع محطات للطاقة والكثير من المواقع الأخرى. وسقط موقع تشيرنوبيل الذي حصلت فيه أسوأ كارثة نووية في التاريخ عام 1986، بين أيدي القوات الروسية الأسبوع الماضي.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حذرت الاثنين من أن القوات الروسية تقترب أيضا من ستة مفاعلات في زابورييا (شرق) أكبر محطة كهرباء في أوكرانيا.

مليون لاجئ

وأثار القصف الجوي الروسي لمدن أوكرانية والذي أوقع قتلى، استياء كبيرا في العالم. ونظمت تظاهرات ضد الحرب وللتضامن مع أوكرانيا، بسبب القصف ونزوح أوكرانيين خارج البلاد وخصوصا الى بولندا والمجر ورومانيا ومولدوفا وعددهم أكثر من مليون شخص بحسب آخر أرقام مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين.
بدت عزلة روسيا في هذا النزاع واضحة الأربعاء مع اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا “يطالب روسيا بالكف فورا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا”. ومن أصل 193 دولة عضوا في المنظمة الدولية، عارضت خمس فقط النص وامتنعت 35 أخرى بينها الصين، عن التصويت.
وتتابع المحكمة الجنائية الدولية الأعمال التي تقوم بها روسيا على الأراضي الأوكرانية بدقة. وقد أعلن مدعي عام المحكمة البريطاني كريم خان مساء الأربعاء “فتح تحقيق فورا” في جرائم حرب.

روسيا تحت العقوبات

تزداد العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب على موسكو شدة.
وأكد الاتحاد الأوروبي أن سبعة مصارف روسية ستكون اعتبارا من 12 آذار/مارس مستبعدة عن نظام سويفت المالي الدولي فيما قطع البنك الدولي كل برامج المساعدة لروسيا وبيلاروس.
وخفضت وكالتا التصنيف الائتماني فيتش وموديز تصنيف روسيا التي أصبحت في فئة البلدان المعرضة لخطر عدم القدرة على سداد ديونها، في سياق غزو أوكرانيا.
وبعدما خسر أكثر من ثلث قيمته بالعملات الاجنبية، تدهور الروبل مجددا باكثر من 11% صباح الخميس. وبات البنك المركزي الروسي يفرض الآن 30% عمولة على كل مشتريات العملات الصعبة.
كثفت موسكو اجراءات حماية اقتصادها لكن أيضا لإسكات كل صوت معارض للحرب، حيث أعلنت الإذاعة الروسية المستقلة “صدى موسكو” (ايكو موسكفي) العريقة في المشهد الإعلامي الروسي الخميس حلها بعد منعها من البث من قبل السلطات بسبب تغطيتها لغزو أوكرانيا.
وأعلنت شركة سبوتيفاي العملاقة للبث التدفقي للموسيقى مساء الأربعاء إغلاق مكاتبها في روسيا وإزالة المحتوى الذي ترعاه الدولة الروسية من موقعها.
من جهتها، علقت شركة مرسيدس صادرتها إلى روسيا بينما أوقفت مجموعة “اتش اند ام” السويدية مبيعاتها في المتاجر الروسية مؤقتا، مؤكدة “تعاطفها مع كل الذين يعانون”.
كما أعلنت المجموعة اليابانية تويوتا الأولى في العالم في صناعة السيارات، تعليق إنتاجها ووارداتها من روسيا إلى أجل غير مسمى بسبب اضطرابات في سلسلة التوريد المحلية مرتبطة بالنزاع الروسي الأوكراني والعقوبات الدولية ضد موسكو.
وصودر يخت يعود إلى رئيس مجموعة روسنفت الروسية في جنوب فرنسا.
ويزداد عزل روسيا تدريجيا بتدابير في قطاعات الاقتصاد والرياضة والثقافة.
واستبعدت اللجنة البارالمبية الاولمبية الدولية نهائيا الخميس الرياضيين الروس والبيلاروس من المشاركة في دورة الالعاب البارالمبية الشتوية التي تنطلق في بكين الجمعة.
كذلك، أعلن مروج بطولة العالم للفورمولا واحد الخميس فسخ نهائيا العقد الذي يربطه مع مروج جائزة روسيا الكبرى، على خلفية غزو أوكرانيا من قبل الجيش الروسي