مقاومة أم إرهاب .. كيف يتلاعب الغرب بالمصطلحات وفقاً للون العيون والبشرة

3 مارس 2022
مقاومة أم إرهاب .. كيف يتلاعب الغرب بالمصطلحات وفقاً للون العيون والبشرة

وطنا اليوم:مقاومة، نضال وكفاح أم إرهاب، همجية وعنف؟ يتلاعب الغرب بتلك المفردات وفقاً لأهوائه وما يتماشى مع سياساته ومصالحه.
على سبيل المثال، كلما دخل فلسطيني في معركة دفاع مسوغ عن أرضه، اتهم بالهمجية والإرهاب، في حين لا ينظر إلى أي فعل يقوم به الغربي الثائر، مهما بدا متطرفاً، عدا عن أنه مقاومة مشروعة ومتحضرة، رغم أنه اتبع سلوكيات الدفاع ذاتها التي اتبعها رجل العالم الثالث المنبوذ غربياً.
وهو ما تؤكده هذه الصور المتداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، حيث دائماً ماتكون أرض الغربي الأبيض المدلل وروحه، أجدر بالتحرير، وأجدر بالأمن من العذاب، ودائماً ما ينظر إلى المقاومة العربية، الفلسطينية تحديداً، بعين الإرهاب والتهميش.

سياسة متحيزة تطال عهد التميمي

عادت الفلسطينية عهد التميمي إلى واجهة الاهتمام لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صورة مفبركة لها على أنها فتاة أوكرانية تقاوم جندياً روسياً.
وصحح نشطاء فلسطينيون الخبر المفبرك، الذي تم تداوله على نطاق واسع، الثلاثاء، على منصة “تيك توك”، وحصد ملايين المشاهدات.
كما عبر نشطاء عن غضبهم من ازدواجية المعايير التي يحاول البعض التعاطي معها، مشددين على أن ملامح عهد الشقراء هي ما دفعت للادعاء بأنها أوكرانية وتحتاج التعاطف، فيما لم يلتف لها أحد عندما كانت تواجه منفردة الجندي، الذي حاول الاستيلاء على أرضها والاعتداء على أفراد عائلتها، وفقاً لما نشرته صحيفة القدس العربي.
يشار إلى أن الصورة المتداولة التقطت لعهد التميمي في 2012، وهي في الـ 11 من عمرها، بينما كانت تواجه جندياً إسرائيلياً كان يطلق النار على مجموعة من المتظاهرين الفلسطينيين، خلال محاولات الاستيلاء على أراضي عائلتها.
وكان الاحتلال قد اعتقل عهد في 2017، بعد مشاجرة وقعت مع جنود إسرائيليين رفضوا مغادرة منزلها في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة، إذ حكم عليها بالسجن ثمانية أشهر بالرغم من أنها لم تبلغ 16 عاما حينها.
“يرفضوننا فقط لأننا سود”
على ضوء مايجري من صراع روسي أوكراني، يحاول مئات الآلاف من الأشخاص منهم العديد من المواطنين الأفارقة، الفرار من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة،.
نتيجة لذلك، تتزايد اتهامات السلوك العنصري تجاههم؛ فبحسب بعض الشهادات، تم منع المواطنين الأفارقة على الحدود الأوكرانية من العبور إلى بولندا، لإعطاء الأولوية للأوكرانيين البيض.
“إنهم لا يسمحون للأفارقة بالفرار. السود الذين لا يحملون جوازات سفر أوروبية لا يعبرون الحدود، يرفضوننا فقط لأننا سود!”، يؤكد مايكل، الطالب النيجيري، لفرانس 24.
لم تكن هذه الصورة الخشنة ضد السود، وليدة الصراع الروسي الأوكراني فحسب، فخلال إعصار كاترينا المدمر الذي أزهق أرواح الآلاف عام 2005، كانت هناك مجموعتان من الصور التقطت لشخصين يغوصان في الماء بأكياس من الطعام، أحدهم أبيض والآخر أسود، لكن الطريقة التي تم بها تصوير الحدث كانت مختلفة.
بالنسبة للرجل الأسود، ورد أنه “نهب” محل بقالة، بينما ورد أن الشخص الأبيض “وجد طعاماً للبقاء على قيد الحياة”.
أظهر هذا التقرير تحيزاً إعلامياً واضحاً، لأنه جعل الرجل الأسود يبدو وكأنه يتصرف بهمجية، بينما كان الشخص الأبيض يكافح باحثاً عن الطعام من أجل البقاء على قيد الحياة”.

“ليست العراق أو أفغانستان”

لم تمرّ مقارنات إعلاميين وسياسيين بين الشرق الأوسط الذي اعتاد على النزاعات، والحرب في أوكرانيا مرور الكرام عند معلّقين عرب على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا فيها مقاربة “عنصرية”، على غرار تعليق مراسل قال: “مع خالص احترامي، فإن هذا ليس مكاناً مثل العراق وأفغانستان اللذين عرفا عقوداً من الحروب. إنها مدينة متحضّرة نسبياً، أوروبية نسبياً، حيث لا ننتظر حصول أمر مماثل”.
وأعرب في اليوم التالي عن اعتذاره وندمه على كلامه. لكن الضرر كان قد حصل.
كما لم تسلم قناة الجزيرة الإنجليزية من هذه الهفوات أيضاً، فقد أرغمت على الاعتذار الأحد بسبب التصريحات “الخالية من الحساسية” التي أدلى بها مذيع حول اللاجئين الأوكرانيين.
وعلّق ذلك المذيع “الثياب التي يلبسونها، تبين أنهم من طبقة وسطى ميسورة، هم حتماً ليسوا لاجئين فارين من مناطق تشهد حرباً في الشرق الأوسط”.
وأضاف “يشبهون أي عائلة أوروبية، قد تكون تقطن في حيكم، وبالنسبة للفلسطينيين، فإن الترحيب بمقاومة الأوكرانيين للمحتلّ الروسي، له طعم مر”.