أمام وزيري البلديات والبيئة: فرز النفايات الصلبة؛ مشروع غائب وملايين مهدورة

11 فبراير 2022
أمام وزيري البلديات والبيئة: فرز النفايات الصلبة؛ مشروع غائب وملايين مهدورة

 

كتب أ.د. محمد الفرجات

موضوع ثقافة وقوانين فرز النفايات الصلبة المنزلية داخل البيوت كما في معظم دول العالم، يعد أمرا غائبا وثقافة ومعرفة غير معلومة في المملكة، مع العلم بأنها ذات أهمية في حماية مصادر البيئة والثروات الطبيعية من الإستنزاف كالشجر والمعادن وغيرها عند تدويرها لإعادة إستخدامها، فضلا عن حماية التربة والمياه الجوفية والتنوع الحيوي بأشكاله من التلوث بسبب توسع مكاب النفايات الصلبة.

بقايا نفايات الحديد الألمنيوم والزجاج بألوانه والورق والكرتون والبلاستيك والرقائق الإليكترونية… إلخ، كلها قابلة للفرز منزليا ويمكن جمعها عبر البلديات ليعاد تدويرها وتوفيرها كمواد أولية ومواد خام للمصانع المحلية، مما يشكل ثروة تعود بالنفع على هذه البلديات فتعكسها خدمات وبنى تحتية وفوقية وشبكات ومشاريع إستثمارية تشغيلية للشباب.

بينما المواد العضوية وبالحرق الكيميائي بظروف معلومة، يمكن أن تعطي غاز قابل للإشتعال لغايات توليد الطاقة، أضافة لإمكانية تحويلها إلى سماد عضوي.

العالم يتوجه للإقتصاد الأخضر للحد من أسباب التغير المناخي، ويبذل جهدا للحفاظ على موارد البيئة من ثروات طبيعية لحماية الكوكب من قضايا خطيرة كظاهرة الدفيئة وتبعاتها من تصحر وجفاف ومجاعات وكوارث مدمرة وغيرها.

يعد أمر إدخال هذه المعرفة والثقافة للبيوت والأحياء والمدارس والمؤسسات والفنادق والمطاعم… إلخ، أمرا جيدا لإستنهاض المجتمع وجعله ينخرط في قضايا بيئية إقتصادية، يعد الإلتزام فيها جزءا من المشروع النهضوي الملكي المنشود “دولة الإنتاج والإكتفاء الذاتي”.

عام ٢٠١١ أدخلنا في مناطق إقليم البترا مشاريع ريادية في المدارس وبعض الأحياء لهذه الغايات وبالتعاون مع إحدى الجهات الدولية الداعمة، وبدأنا في جمع الأوراق والكرتون وبيعها لصالح صناديق تعنى بالفقراء، وندعو اليوم مفوضية البترا ومفوضية العقبة وأمانة عمان والبلديات الكبرى لتعميم التجربة على البيوت؛ بالتوعية وتوفير المعدات الخاصة والكوادر ووضع الأنظمة والتعليمات، ومن ثم تطبيق القانون.

وزارة التخطيط والتعاون الدولي ستجد الكثير من دول العالم التي ستدعم التوجه بالمنح والمعدات والتدريب.

بقي أن نقول بأن الأمر يستدعي البدء بالمشروع أمام ملايين الأطنان التي تهدر في باطن الأرض من النفايات الصلبة بلا فائدة وتضغط بالتلوث على مواردنا المائية الشحيحة، والأمر من شأنه توفير آلاف فرص العمل في إدارة المشروع المستمر، سواءا بالتخيط أو الإدارة أو الإشراف أو النقل والتشغيل… إلخ.