وطنا اليوم – استعاد مثقفون وأكاديميون إرث الروائي الأردني مؤنس الرزاز (1951 – 2002) مساء الاثنين، في احتفالية نظّمتها “مؤسسة عبدالحميد شومان” برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار وحضور رئيس الوزراء السابق الدكتور عمر الرزاز وعدد من الوزراء السابقين، مؤكدين على تجريبه في الكتابة السردية العربية، واستشرافه لمستقبل السياسة والثقافة.
وأشار الرزاز في كلمة ألقاها في الاحتفالية التي حملت عنوان “عشرون عاماً من الحضور رغم الغياب”، إلى كتاب قيد الإعداد سيتضمّن رسائل لمعة بسيسو إلى زوجها منيف الرزاز وولديها مؤنس وعمر، وكتاباتها وقصائدها التي ساعدتها على تحمّل المحنة التي تعرّضت إليها العائلة من نفي وإقامة جبرية قبل نحو أربعة عقود.
من جهتها، توقّفت وزيرة الثقافة عند الينابيع الأولى التي شكّلت بدايات الوعي لدى مؤنس وهو على مقاعد الدرس في مدرسة المطران، حيث خاض هناك مغامرة العقل الأولى، وشارك في نقاشات معمّقة وجدل واسع مع زملائه ومعلّميه عن الأحوال السياسية والفكرية في عالمنا العربي، وكان يؤمن أن التعلّم تعبٌ وعرق، وأن التعلّم امتداد حقيقي لعائلة الرزاز، وأن التعلّم المبدع امتداد حقيقي للسياسي النشط.
ونبّهت النجار إلى أن ينابيعه الأخرى بدأت من البيت مع والده منيف السياسي المحنّك والكاتب الكبير في السياسة والفكر والثقافة والنضال، الذي كرّس حياته للدفاع عن قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وناضَل بعزم ضدّ الاستعمار الغربي، ومع والدته لمعة التي ساهمت في تشكيل هوية ابنها، وكانت من أوائل الأردنيات الحائزات على شهادة جامعية، وكانت مناضلة ساندت زوجها في ترحاله، وكتبت المقالات التي تعبّر عن فكرها ووجهة نظرها.
وأكدت أن مؤنس كان من أبرز كتاب الرواية الحداثية العربية وما يميّز تجربته الروائية هو التجريب والتجديد دوماً، وتنوّع مصادره الأدبية، ولاسيما التراثية منها، وبوصلته كانت تتجه دوماً نحو تشريح الواقع العربي واستبطان أزمات الإنسان العربي والكشف عن طموحاته وآماله والدفاع عن حقه في أن يكون كما ينبغي له أن يكون. وبيّنت النجار أن منصّة وزارة الثقافة الإلكترونية تتيح للقرّاء الاطلاع على أعمال مؤنس الروائية الثلاث عشرة.
من جهتها، أوضحت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبدالحميد شومان، فالنتينيا قسيسية أن استذكار مؤنس يأتي من باب الامتنان لرموزنا الذي مثّل الراحل واحدا من أهمّها في عالم الأدب والكتاب، كما أن هناك أكثر من جيل لم يعايش مؤنس، ومن الواجب تقريب صورته وإبداعه، لكي يتعرف إليه عن قرب، لذلك اشتملت الاحتفالية على عرض رسومات وكتب مؤنس في مكتبة شومان، وعقد قراءات قصصية لأعماله موجّهة للأطفال واليافعين في مكتبة درب المعرفة.
بعد ذلك، عُرض فيلم قصير أضاء جانباً من مضامين تجربة مؤنس الروائية، واقتباسات مسجّلة له حول أهمية الحرية والديمقراطية بالنسبة إلى الكاتب، كما تحدّث فيها عن الفن التشكيلي كوسيلة من وسائل الإبداع.